قالت: «أرى فيه فألا حسنا، وماذا يهمك إذا عرفت خطتي أو وجهتي؟ وإنما يهمك أن آتي مولاي أمير المؤمنين بأخبار تلك الدولة.»
قالت: «ولكن أمرك يهمني؛ لئلا تلقي بنفسك في تهلكة نظرا لما في مهمتك هذه من الأخطار مما يربي على مهمة الحسين.»
قالت: «لا تخافي يا سيدتي؛ لأن نصير أمير المؤمنين سلالة بنت الرسول لا بد من أن ينجيه الله وينصره على أعدائه، غير أني أتقدم إليك بأمر هو واجب بحد ذاته.»
قالت: «قولي ماذا تريدين.»
قالت: «إن يعقوب بن كلس اليهودي المقيم بمصر أرسل تلك الرسالة المستعجلة إلى سيدي المعز لدين الله؛ فهو صاحب فضل كبير. أليس كذلك؟»
فحنت أم الأمراء رأسها إذعانا للحق، وقالت: «نعم إنه صاحب الفضل الأكبر، ولولاه لنفذت حيلة ذلك الشرير.»
فقالت: «ألا ترين أن يكتب أمير المؤمنين كتابا يشكره فيه ليستمر على خدمته في مصلحة هذه الدولة!»
قالت: «صدقت، وأظنه فاعلا ذلك.»
قالت: «مع من يرسل الكتاب؟»
فانتبهت أم الأمراء لغرض لمياء من هذا السؤال فقالت: «لا أدري، وأظنه يرسله مع أحد غلمانه في قافلة أو بطريق آخر ... وهل يهمك هذا الأمر؟»
ناپیژندل شوی مخ