قال: «ما الذي جاء بك إلى هذا البلد؟»
قال: «جئت لأبتاع رقيقا أحمله إلى مصر، وهي عادتي، في كل عام أو بضعة أعوام آتي القيروان لهذه الغاية، فأبتاع المولدات الحسان وأنصرف.»
قال: «ولكن رسولنا يقول إن حالكم تدل على غنى وترف لا يعهده بتجار الرقيق الذين يفدون على القيروان!»
فبانت البغتة في وجه الرجل عند هذا الاعتراض ولكنه قال: «نحن يا مولاي تجار رقيق كما قلت لكم فإني لا أكذب.»
قال: «هذا لا يكفي قل لنا السبب الذي أوجب مجيئكم في الفساطيط الفاخرة ومعكم الخيول المطهمة كأنما أنتم من رجال الدولة أو الأمراء.»
قال: «السبب في ذلك يا مولاي أننا نبتاع الجواري بأمر خاص ونحن ننفق على حساب مرسلنا.»
فقال الخليفة: «لمن تبتاعون الجواري، ومن هو مرسلكم اصدقني وإلا فلا تنجو من القتل.»
فخاف الرجل واصطكت ركبتاه وارتعدت فرائصه وقال: «إننا نبتاع الجواري لمولاتنا ابنة الإخشيد صاحب مصر.»
فضحك الخليفة والتفت إلى جوهر وهو يقول: «ألا ترى التلون في كلامه؟ يقول إنه يبتاع الجواري الحسان لابنة الإخشيد ولو قال إنه يبتاعها للإخشيد نفسه لصدقناه.» والتفت إلى الرجل وقال: «قل الصدق ... لماذا لم تقل إنك تبتاع الجواري للإخشيد أو غيره من الأمراء؟ هل خفت أن يكون عليك من ذلك بأس.»
قال: «كلا يا مولاي بل أنا أقول الصدق. قد مر علي عدة أعوام وأنا آتي القيروان بأمرها لأبتاع لها الجواري الحسان بالأثمان الباهظة.»
ناپیژندل شوی مخ