قال: «حاشا يا ولدي ولكنني أفكر في هذه الفتاة وما خصها الله به من المواهب والخصال وكذلك تكون بنات ملوك.»
فسر حماد لاستحسان عبد الله لها ولكنه خاف التصريح بأكثر من ذلك لئلا ينكر عليه الأمل بالحصول عليها وهي من بنات الملوك وهو لا يعرف عن نفسه إلا أنه من أولاد بعض الأمراء.
وكان عبد الله من الجهة الثانية راغبا في تحقق ما إذا كانت هند تحب حمادا مثل حبه لها فقال: «أرى هندا قد وقعت من قلبك موقعا عظيما فهل هي عالمة بذلك وهل خطر حماد ببالها.»
فأثر هذا الكلام في قلبه تأثير السهام وعده إهانة له حتى كاد يصرح بكل ما في قلبه ولكنه عاد إلى تعقله وحكمته فقال: «لا أعلم منزلتي عندها ولكنني رأيت منها ميلا وارتياحا لي.»
فقال: «يظهر أن قلبك خدعك فاتخذت لطفها الاعتيادي الذي تظهر به لدى سائر الناس دليلا على حب خصوصي لك.»
قال: «لا أظن قلبي يخونني أو يخدعني فقد علمت من قرائن عديدة أنها تحبني.»
فقال: «وكيف تحبك وأنت غريب ولا نسب ولا نسبة بينك وبينها.»
قال: «أعلم أنها تحبني ...» وسكت.
فقال عبد الله: «أفصح يا ولدى ولا تخف عنى شيئا فأنت تعلم أني منقطع عن العالم كله من أجلك فاشرح ما يخطر ببالك ولا تخف فإن ما يسرك يسرني.»
فقال: «قلت لك أنها تحبني.»
ناپیژندل شوی مخ