فقال حماد وقد نفد صبره: «قل ماذا يقولون.»
قال: «سمعت الناس يتحدثون في بصرى وضواحيها أن ثعلبة طلب الاقتران بهند.»
فلما سمع حماد اسم ثعلبة مقرونا باسم هند وقف شعره واقشعر بدنه وقال: «وكيف طلب ذلك ومتى.»
قال: «سمعت انه طلبها بواسطة والده الحارث وان والده خاطب جبلة فوعده.»
فصاح حماد: «وبماذا وعده.»
قال سلمان وهو يبتسم: «ما لى أراك قليل الصبر خفف عنك وأصغ إلى ما أقول فقد عهدتك صبورا حازما.»
قال: «إني صبور على كل شيء إلا على هند قل ما كان وعده.»
قال: «وعده بمخاطبة الفتاة أو بالحري بمشاورة والدتها إذ لا تجهل أن اقتران البنات قلما يتوقف على إرادتهن.»
فقال حماد: «وماذا كانت النتيجة.»
قال: «لم أتحقق الخبر بعد فقد قال بعضهم انه خاطبها ولم تقبل وقال آخرون انه لم يخاطبها بعد ولكن صديقا لي من أهل بصرى صادقته على أثر هجوم ثعلبة على منزلنا يوم قبضوا على سيدي الأمير وأظنه أعلم الناس بحقيقة الواقع أنبأني أمس وقد لقيته في الطريق بجوار بصرى أن الحارث استبطأ جواب جبلة بشأن هند فسار إليه ثانية يستعجله في الجواب على أثر قدوم هؤلاء الحجازيين لأنه يريد التعجيل في الاقتران قبل انتشاب الحرب.»
ناپیژندل شوی مخ