فصل المقال په شرح د کتاب الامثال
فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
پوهندوی
إحسان عباس
خپرندوی
مؤسسة الرسالة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٩٧١ م
د خپرونکي ځای
بيروت -لبنان
عليه لانصبابها، فإن بال في أعلاها ردت الريح بوله عليه أو نضحته ببوله إن استدبرها، لاشتداد هبوبها في نشوز الأرض على أكثر المعهود، وأيضًا فإن البائل والمتغوط ينبغي ان يرتاد الوهاد وما ستر من غوامض الأرض، وهذا ضد الإشراف على الآكام.
ونقل أبو علي (١) قال: كان رجل من بني أبي بكر بن كلاب يعلم بني أخيه العلم فيقول: افعلوا كذا وافعلوا كذا. فثقل عليهم، فقال بعضهم: قد علمتنا كل شيء، ما بقي علينا إلا الفعالة، لا يكني، فقال: والله يا بني ما تركت ذلك من هوان بكم علي، اعلوا الضراء وابتغوا الخلاء، واستدبروا الريح وخووا تخوية الظليم، وامشتوا بأشملكم.
قال ابن الأعرابي: الضراء: ما انخفض من الأرض، وقال غيره: هو ما واراك من الشجر خاصة. فتراه قد وصاهم أن يأتوا ما انخفض من الأرض وأن يبتغوا مع ذلك الخلاء، ويقال: خوى الظليم إذا جافى بين رجليه، وقوله امتشوا: يريد امتسحوا واستنجوا بأشمل أيديكم، ولذلك سمي المنديل المشوش، قال امرؤ القيس (٢):
نمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذا نحن قمنا عن شواء مضهب (٣) قال أبو عبيد: وقال قيس بن الخطيم الأنصاري (٤):
إذا جاوز الإثنين سر فإنه ... بنث وتكثير الحديث قمين
_________
(١) الأمالي ٢: ١٦٨.
(٢) ديوانه: ٨٠ وابن السكيت: ٦٠١ والسمط: ٦٨.
(٣) المضهب: اللحم الذي لم يبلغ النضج وإنما وصفه بذلك لأنهم كانوا على عجل، وتقدير كلامه نمش أعراف الجياد بأيدينا. فقلب اتعبير. وقال بعض أهل اللغة: لا يكون المش إلا المسح بالشيء الذي يفش الدسم، والعرب تتمدح بالتبذل والتتفل في حال الحرب والصيد.
(٤) البيت في حناسة البحتري: ١٤٧ وروايته بنشر، والشريشي ١: ٢٨٥ ببث، وخيرها ما أثبتناه، وهي رواية أمالي القالي ٢: ١٧٧ والكامل: ٤٢٦ ونسبه لجميل بن معمر؛ ط: وإفشاء الحديث؛ س: وتكثير الوشاة.
1 / 57