٩٨ -؟ باب تخويف الرجل صديقه بالهجران
قال أبو عبيد: قال الأموي: من أمثالهم في هذا قول الرجل لأخيه:
" والله لئن فعلت كذا وكذا لتكونن بلدة ما بيني وبينك ".
ع: البلدة هنا القطيعة، مأخوذة من بلدة الحاجبين؟ وهي فرجة ما بينهما؟ وانقطاع شعر أحدهما من الآخر. وهي البلجة، والبلدة: فرجة ما بين النعائم وسعد الذابح؟ وليس بكوكب؟ إنما هو موضع صغير خال ليس فيه كوكب، شبه بالبلدة التي بين الحاجبين.
وهكذا صحت روايته عن أبي عبيد " وبينك "؟ بالنصب؟ وهو معطوف على ما، وموضعها جر، كما أنشد سيبويه (١):
فإن لم تجد من دون عدنان واحدًا ... (٢) ودون معد فلتزعك الأوائل قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في هجر (٣) الرجل صاحبه " تركه ترك الظبي ظله " وذلك أنه إذا نفر من شيء لم يرجع إليه أبدًا.
ع: نقل أبو علي عن أبي زيد " لأتركنك ترك ظبي ظلًا " يريد كما
(١) البيت للبيد بن ربيعة من قصيدة في رثاء النعمان بن المنذر، ديوانه: ٢٨ وروايته فلتزعك العواذل. والمعاني الكبير: ١٢١١ وطبقات ابن سلام: ١٠ والشعر والشعراء: ١٥٣ والخزانة ١: ٣٣٩، ٣: ٦٦٩ وسيبويه: ٣٤ وروايته ليست كما أثبتها البكري هنا وإنما هي أيضًا كرواية الديوان.
(٢) نزعك: تكفك، والعواذل: حوادث الدهر وزواجره، والعواذل في الأصل: النساء اللائمات.
(٣) ط: هجران.