د عرابی پېړۍ په تاریخ کې فصل
فصل في تاريخ الثورة العرابية
ژانرونه
ورد عرابي على توفيق يقول إن البلاد في حالة حرب مع إنجلترة، وأنه إذا جلا الإنجليز عن الإسكندرية فإنه لا يتردد عن الحضور، وإلا فواجب الحكومة أن تأخذ الأهبة لصدهم عن البلاد.
وفطن عرابي إلى أن توفيقا سوف يصدر قرارات ضده تذيع الانقسام في البلاد، فبادر هو بإحباط ذلك قبل وقوعه، فأرسل إلى جميع المديريات والمحافظات يعلن للناس فيها انضمام الخديو إلى الإنجليز، ويحذرهم من اتباع أوامره ويدعوهم إلى الاستعداد وجمع ما يلزم للقتال، وكذلك أرسل يحذر من راغب قائلا: «إن ما يأتي من رئيس الوزراء من البرقيات بطلب الكف عن الاستعداد، إنما هو مجبر عليه فلا طاعة له».
وأرسل رسالة خطيرة في 17 يوليو إلى يعقوب سامي باشا وكيل وزارة الجهادية بالقاهرة، يعلن إليه فيها خيانة الخديو، وأنه سبب ما نزل بها من الكوارث ويدعوه إلى عقد جمعية من الكبراء والعلماء للنظر في الأمر، وإصدار قرار بشأن الخديو وفيما يجب عمله لصالح الأمة وتقرير مدى «صلاحية هذا الوالي عليها».
وقد اهتم الإنجليز بأنباء هذه الاتصالات وغاظهم أن يسبقهم عرابي إلى ما أرادوا أن يحاربوه به، وأبرق كارتريت في 21 يوليو إلى حكومته يقص عليها ذلك، فجاءته برقية في نفس اليوم هذا نصها: «بالنظر إلى لهجة عرابي باشا في بلاغاته التي ذكرتها لي في برقيتك اليوم رأيت أن أوجهك بشدة إلى أن تؤثر على الخديو بضرورة إصدار بلاغات مضادة من جانبه إلى الشعب المصري، وأن تخبر سموه بأن حكومة جلالة الملكة تعد العدة لإرسال قوة كبيرة إلى البحر الأبيض المتوسط».
وقد جمع يعقوب سامي عند وصول برقية عرابي عددا من أنصاره وكان من المتحمسين لعرابي، فاستقر رأيهم على دعوة مجلس من وكلاء الوزارات، وبعض كبار الضباط وكبار الموظفين، وقد انعقد هذا المجلس وعرف باسم المجلس العرفي، وسيبقى يدير شؤون الحرب والإدارة طول مدة القتال.
وقرر المجلس العرفي في نفس اليوم دعوة جمعية عمومية. وقد انعقدت هذه الجمعية في المساء في وزارة الداخلية، وشهد هذا الاجتماع الخطير نحو أربعة مئة كان بينهم الأمراء الموجودون بالقاهرة ورؤساء الأديان، وفي مقدمتهم الشيخ الإنبابي شيخ الإسلام، ثم كبار العلماء وقاضي قضاة مصر ومفتي الديار المصرية والنواب، ووكلاء الوزارات والقضاة وكبار الأعيان والتجار.
وقد اتخذت الجمعية بعد التشاور في الأمر قرارا خطيرا يدل على قوة روح الأمة، وعلى أن نهضتها حقيقية. ومؤداه أن تعد الأمة العدة للقتال ما دامت سفن الإنجليز في الشواطئ المصرية وجنودهم في الإسكندرية، كما قررت استدعاء الوزراء إلى القاهرة، وأوفدت لجنة من أعضائها للسفر إلى الإسكندرية لإبلاغ الوزراء قرار الجمعية.
ولما بلغ توفيقا هذا القرار أصدر أمره بعزل عرابي من وزارة الجهادية، وعده وحده مسئولا عما يحدث لإصراره على الاستعداد للحرب، ورفضه الحضور إلى الإسكندرية.
ولم يكتف توفيق بذلك بل إنه مع الأسف الشديد كان قد أرسل منذ يومين يستعدي الإنجليز صراحة على بلاده. أبرق كارتريت في 19 يوليو إلى حكومته يقول: «أرسل الخديو في طلب سير أوكلند كلڨن صباح اليوم، وطلب إليه أن يستحث حكومة جلالة الملك لتخطو خطوة جديدة بلا إبطاء. ويقول سموه: إنه من ناحية يرى أن هذا العمل ضروري جدا وأنه يسر سموه إذا أحيط علما بالخطوات التي ينظر فيها، وقد وصف سموه قوة عرابي باشا بأنها الآن بلغت من العظمة حدا ينشر الرعب في عقول الوطنيين جميعا. ومن ناحية أخرى فإن هناك إشاعة مستفيضة بأن إنجلترة سوف يحال بينها وبين خططها بسبب الخلاف بينها وبين الدول، وستكون عاقبة هذا أن يصبح من الصعب على سموه أن يحتفظ بمن يشايعونه متحدين».
لم تحفل الأمة بأمر توفيق القاضي بعزل عرابي، بل لقد زادها ذلك استمساكا به والتفافا حوله؛ لأن الناس باتوا لا يطيقون اسم توفيق، بينما كانوا يرون في عرابي المدافع عن كيان البلاد، وأضاف الناس إلى ألقاب عرابي لقبا جديدا هو «حامي حمى الديار المصرية»، وهذا ما خاطبته به الجمعية العامة.
ناپیژندل شوی مخ