وفي المعنى قول الشاعر: [من البسيط]
جَرَّبتُ دهري وأهليه فما تَرَكَتْ ... ليَ التجاربُ في ودِّ امرئٍ غَرضَا
ويرحم الله أبا نُوَاس حيث يقول (١): [من الطويل]
إذا اختبرَ الدنيا لبيبٌ تكشَّفتْ ... له عن عدوٍّ في ثيابِ صديقِ
وقال آخر: [من الطويل]
وزهَّدني في الناسِ معرفتي بهم ... وطولُ اختباري صاحبًا بعد صاحبِ
فلم تُرني الأيامُ خِلًاّ تَسرُّني ... مباديه إلاَّ ساءني في العواقبِ
وقال آخر: [من الطويل]
وقد كان حُسْنُ الظن بعضَ مذاهبي ... فأذهبه هذا الزمانُ وأهلهُ
وقال آخر: [من مجزوء الخفيف]
جَنِّب الناس جانبا ... وارْضَ باللهِ صَاحِبَا
قَلِّب الناسَ كيف شئـ ... ـتَ تجدهم عَقَاربَا
وقال آخر: [من المجتث]
الناسُ بحرٌ عميقٌ ... والبُعْدُ عنهم سَفينهْ
وقد نصحتُكَ فانظرْ ... لنفسكَ المسكينهْ
وقال آخر: [من الكامل]
جرَّبتُهم فإذا المُعَاقرُ عَاقرٌ ... والآلُ آلٌ والحَميمُ حَميم
_________
(١) ديوان أبي نواس ص ٢٦٤، جمع محمَّد كامل فريد ط ١٩٤٥ م، ونصه: إذا امتحن الدنيا ...
1 / 50