في كل موقف، وتقدم العصا براهين ذات حدين ... لم نقل الخناجر؛ لأن أهل القرية غير قساة القلوب. يهرعون إلى الحكومة ولا يأخذون حقوقهم بأيديهم. فركبت الديون الأهالي وخربت بيوت كثيرة.
الفصل الثالث
مار قبريانوس ومار شليطا
تقع عين كفاع على رابية كأنها عقب البيضة. بيوتها كالمدرج تقوم على جانبي درب، يمتد من الوطا
1
إلى القرقفة،
2
مسافتها كيلومتر وأكثر. على هذه الطريق كانت تسير فرقتنا العسكرية وسيوفها من خشب، وبنادقها من قصب. بقينا أياما بعد تلك الفاجعة نقلد فارس آغا وفرقته حتى مللنا ومل الناس حركاتنا وأزعجتهم ضوضاؤنا. كنا نجعل منا شقيا تطارده الجنود، حتى إذا قبضنا عليه يأمر المدير بحبسه، فندخله قبوا يقف على بابه أحدنا خفيرا، ولم تسترح القرية من سماجتنا البريئة حتى كان ما يأتي:
سجنا أحدنا بعد محاكمته، فصرخ الفتى بعد قليل صرخة قهقهنا لها، ثم تعالى صراخه المفزع ونحن لا نفتح له الباب؛ فذعر جارنا طنوس حبقوق وأقبل على استغاثته، فإذا بالولد مغمى عليه حد حية تبتلع جرذا، فقتل الرجل الحية، وحمل الولد إلى بيته، وعاد يتعقبنا واحدا واحدا، فكانت تلك الفاجعة آخر العهد بتجارب الحكم ...
ومر عيد مار روحانا - عيد الضيعة في 29 أيلول - صامتا. لا قرع جرس ولا قيم أجران،
ناپیژندل شوی مخ