12
متى صار يقشع؟ قدسك تعرف أنا نعلق النحل الهاج، إما بقبضات التراب التي نرشقه بها وإما برش الماء، وما كان قدامي غير التراب، فسبقت على النحل، وكان من عدل الله أن يغط فرخ النحل على طربوش الآغا وشرابته، ويعطيه من حلاوته ما فيه نصيب.
أظن يا معلمي خوري بطرس أن النحل يعاقب ناكري الجميل، فكم مرة ومرات قعد الآغا على صينيتي وأكل عشرة أرغفة، وتحلى بإقة عسل، وحطيت له مطربان في الخرج. العسكري يا معلمي ملحه على ركابه، وليس في بلادنا عدل ولمن نشتكي؟ عوجا من إسطنبول يا بونا، وأيش العمل؟ الآغا نقال حكي، أراد أن يسود وجهي مع الرهبان، وأنا ربيت عندهم في حنوش.
فقال الخوري: أيش الحكاية، هاتها باختصار . - الحكاية يا سيضنا الأكرم - سيدنا - لا تؤاخذني قلت يا سيضنا الأكرم، والواجب أن أقول: قدس أبينا المحترم.
فقال: كمل، لا بأس. - قال لي الآغا في سياق الحديث عن دابته المرخمة الأذنين أنها من رءوس الدواب: أمها فلانة، وأبوها جحش الدير؛ فلا تتعجب إن دفعوا لي حقها خمسين عسملية.
فقلت له على سبيل النكتة المضاحكة: لو كان والدها المحترم هو رئيس دير معاد، لا أدفع ثمنها أكثر من عشر ليرات. دابة بخمسين ليرة! أيش خلينا للفرس؟
فحملها الآغا باردة سخنة إلى رئيس الدير، وباع صداقتي بعشا من مخلوطة الرهبان.
فنهض الخوري وهو يقول: ارحمني يا الله أنت حجتك قوية يا ابن عمي. بلا طول سيرة رح دق الجرس، وإياك أن لا تحضر القداس، فاليوم مهيئ لكم وعظة حلوة.
ودق قرياقوس الجرس وذهب، وعندما قرع الجرس آخر مرة كان قرياقوس داخلا الكنيسة، وكان الخوري مسرح قاعدا من عن يمين المذبح، فقال خوري الضيعة في قلبه: توفيقة، عصفوران على فرد قضيب.
وأقبلت الضيعة على القداس جرد العصا،
ناپیژندل شوی مخ