ثم أح أحته الشهيرة، وقال: سمعنا بحدوث قتال في قرية بجه، فالذهاب واجب قبل أن يتفاقم الشر.
فقال له المختار: هل تقدمت لك شكوى؟
فقال: نحن نحقق بشكوى وبلا شكوى، فالحق العام لا يعني أحدا غيرنا.
فقال قرياقوس: وإذا تصالحوا؟
فأجاب الآغا: نخلفهم، ونأخذ مجعولنا لنصالحهم. ثم أطرق قليلا، وقال: على فوقه وأين الخوري مسرح؟
فأجابه الرسول الذي أمر باستدعاء الخوري: قال إنه لا يرد على البطرك، وليس لك معه شغل.
فهجم الآغا متظاهرا بالذهاب إلى بيت الخوري، فحال بعضهم دون ذهابه بالرجاء، فهدأ وقال: نؤجلها ليوم التحصيل، وإن هونها الله ووقع خوري مسرح في يدنا عرفناه قيمة نفسه، وخليناه يعرف أن فارس آغا ابن حكومة لا يعصى عليه أحد، وأن البطرك سلطته روحانية، أما فارس آغا فسلطته شاهانية.
ثم أمر أحد أنفاره أن يتل
12
دابته، ومشى وهو يتغربل ويتفرعن مثل الديك على مزبلته. وبعد أن مشى خطوتين التفت نصف التفاتة نحو الأهالي، وقال بلا اكتراث: خاطركم أودعناكم، لا تواخذونا.
ناپیژندل شوی مخ