131

قال لنا أينما كنتم قبل أن تغرب الشمس فصيروا إلي ولا يكونن أحد منكم على حال فيتخلف وكان مطاعا لأنه كان جمرة بني هاشم فصرنا إليه آخر النهار وهو جالس ينتظرنا فقال صيحوا بفلان وفلان من الفعلة فجاءه رجلان معهما آلتهما والتفت إلينا فقال اجتمعوا كلكم فاركبوا في وقتكم هذا وخذوا معكم الجمل يعني غلاما كان له أسود يعرف بالجمل وكان لو حمل هذا الغلام على سكر دجلة لسكرها من شدته وبأسه وامضوا إلى هذا القبر الذي قد افتتن به الناس ويقولون إنه قبر علي حتى تنبشوه وتجيئوني بأقصى ما فيه فمضينا إلى الموضع فقلنا دونكم وما أمر به فحفر الحفارون وهم يقولون لا حول ولا قوة إلا بالله في أنفسهم ونحن في ناحية حتى نزلوا خمسة أذرع فلما بلغوا إلى الصلابة قال الحفارون قد بلغنا إلى موضع صلب وليس نقوى بنقره فأنزلوا الحبشي فأخذ المنقار فضرب ضربة فسمعنا طنينا شديدا في البر ثم ضرب ثانية فسمعنا طنينا أشد من ذلك ثم ضرب الثالثة فسمعنا طنينا أشد مما تقدم ثم صاح الغلام صيحة فقمنا وأشرفنا عليه وقلنا للذين كانوا

مخ ۱۳۸