قال محمد بن الحسين:
وقال بعض العلماء: أولى العلم بك: ما لا يصلح العمل إلا به، وأوجب العلم عليك: العمل به.
وأنفع العلم لك: ما دل على صلاح قلبك وفساده، وأحمد العلم عاقبة: ما تعجل نفعه في العاجلة. فلا تشتغلن بعلم لا يضرك جهله، ولا تغفلن عن علم يزيد في جهلك بتركه؛ فلرب علم يريح البدن، ويغزر منه الثواب، ورب علم يتعب البدن، ويكثر منه العقاب.
ثم اعلم رحمك الله: أن من طلاب العلم أناسا لهم عقول مؤيدة، وآداب جميلة، وفهوم حسنة، يحبون أن يحيوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه، ويميتوا البدع.
ويحبون جمع العلم وكثرته؛ ليحفظوا به على المسلمين شريعتهم، كراهية أن يضيع العلم، (فإذا) بلغهم أن شيخا من الشيوخ في بلد شاسع معه علم، وحفظ للسنن، ومعرفة بها رحلوا إليه؛ رغبة منهم للسماع من مثل ذلك الشيخ؛ إذا كان ثقة مأمونا، صادقا، عارفا بما يحدث.
فمثل هذا يرغب فيه أهل الحديث، ليأخذوا عن مثله العلم، بنية جميلة، وعقل ومعرفة بالعلم، وبمن يؤخذ عنه، وبمن لا يؤخذ عنه، فرحلوا إليه.
مخ ۱۱۴