قال محمد بن الحسين:
فإن قال قائل: هذا الفضل كله لكل من طلب العلم؟
قيل: ما (ذكر من الفضل)؛ إنما هو لمن حسنت نيته في طلب العلم.
فإن قال: وما حسن النية فيه؟
قيل: من خرج ليتعلم من العلم ما ينتفي به عنه الجهل بما لله عز وجل عليه من حق عبادته، حتى يعبد الله الكريم بعلم، فطلب من العلم ما ينفعه به في دينه على حسب ما تقدم ذكرنا له، وكلها ورد عليها أمر من أمر الدنيا والآخرة مما قد أشكل عليه، يريد السلامة منه، فلم يكن عنده فيه علم سعى إلى العلماء فيه ليتعلمه لله عز وجل، يطلب بذلك سلامة دينه، فأي طريق سلك هذا الطالب قصير أو طويل، كان داخلا في معنى ما ذكرناه من الفضل لطلبة العلم، وأعين عليه إن شاء الله.
واعلم أنه من كان طلب من العلم ما ينتفع به، فأقل القليل من العلم ينفعه إن شاء الله.
مخ ۱۱۰