وصدق عمر رضي الله عنه، إذا كان الإنسان لم يتقدم في طلب العلم لما يحل من البيع، ويحرم منه، ولا الصحيح منه ولا الفاسد، أكل الربا وأكل الباطل.
-وهكذا إذا أراد الدخول في أمر واجب عليه، أو مباح له، أجده لم يسعه الدخول فيه حتى يطلب علم ذلك.
فصار واجبا عليه طلب العلم بهذا النعت، وبهذه الصفة وما يشبهها، من أمور الدنيا والآخرة.
ولا يقدم عليها إلا بعلم، وإذا لم يكن معه علم ففرض عليه طلب العلم لذلك العمل الوارد عليه.
وهذا يطول شرحه، والله الموفق لمن أحب.
قال محمد بن الحسين:
فمن تدبر ما رسمته له من أول الكتاب إلى هاهنا علم أنه لا ينفك أبدا من طلبه العلم، لينتفي عنه الجهل بما أوجب الله عز وجل عليه من فرض عبادته في نفسه، وفي أهله، وفي ولده، وفي جميع سعيه فرضا لازما، سعى إلى العلماء، بإتعاب نفسه، وإنفاق ماله، وتغريبه عن وطنه، ولو إلى الصين، إذا كان لا يوجد العلم إلا بالصين.
مخ ۸۴