بالإخبار عن الكسوفات وما مضى في أثناء المسألة من طلب الفرق بين ذلك وبين سائرها يخبرون به من تأثير الكواكب في أجسامنا فالفرق بين الأمرين أن الكسوفات واقترانات الكواكب وانفصالها طريقة الحساب وتسيير الكواكب وله أصول صحيحة وقواعد سديدة وليس كذلك ما يدعونه من تأثيرات الكواكب الخير والشر والنفع والضر ولو لم يكن الفرق بين الأمرين إلا الإصابة الدائمة المتصلة في الكسوفات وما يجري مجراها ولا يكاد يقع فيها خطأ البتة فإنما الخطأ المعهود الدائم إنما هو في الأحكام الباقية حتى أن الصواب هو العزيز فيها وما لعله يتفق فيها من إصابة فقد يتفق من المخمنين أكثر منه فحمل الأمرين على الآخرين قلة دين وحياء هذا آخر لفظ الجواب منه (رحمه الله) والجواب أنه قد اعترف بصحة ما استند إلى الحساب من الكسوفات وغيرها مما يجري مجراها وهذه موافقة واضحة لما دللنا عليه واعتراف بصحة ما ذهبنا إليه ونحن ما نخالف أن الصحيح من دلالات النجوم ما دل عليه حساب العلماء منهم دون ما يقال عنهم بتجربة أو تخمين ويكفي تصديقه أن اقترانات الكواكب وانفصالاتها وتسييراتها له أصول صحيحة وقواعد سديدة فإذن قد ظهر اتفاق من قد ذكرناه من العلماء من أصحابنا المعظمين تغمدهم الله جل جلاله بالرحمات على ما حررناه ونحرره في النجوم بالحساب وأنها دلالات على الحادثات واضحات
فصل:
ووجدت في مجلد كبير فيه مسائل وتصانيف للمفيد
مخ ۵۳