فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
ژانرونه
بمنافعه ولو حيل بينه وبين أستاذ يتعلم منه لاستحال صدور هذا العلم عنه ولو حيل بينه وبين كتب ينظر فيها لتعذر عليه الإخبار بشيء من معانيها فأما الأنبياء والأوصياء والأولياء فمعلوم بالضرورة من حالهم وصفات كمالهم أن تعريفهم للعباد بالغائبات ليس عن أستاذ ولا استعمال شيء من الآلات ولا في وقت يحتمل الفكر في ترتيب الدلالات وأن الأنبياء لم يقتصر الله جل جلاله بهم في المعجزات على التعريف بالغائبات بل جعل لهم من الآيات مثل إحياء الأموات ومثل إبراء المرضى بغير معالجات ومثل إجابة الدعوات في أوقاتها المعينات ومثل الحكم على مولود قبل ولادته ومثل نطق الحيوانات الخالية من العقل بتصديق من يصدقه الله تعالى منهم بتزكيته وشهادة الجمادات لهم بما يريدونه منهم بالله جل جلاله منه وغير ذلك مما يطول الكلام بشرح حقيقته فأين شرف هذا المقام وأين ما يذكره المنجمون من الأحكام وفريق رأى في الكتب أخبارا بالمنع في شيء من النجوم فحمل ذلك على العموم ولم يدر أن المراد بالتحريم إنما هو لمن اعتقد أن النجوم علة موجبة أو فاعلة مختارة وذلك كفر عظيم وليس هذا لما ذكرناه بمثيل بل كغيرها في كل دليل على ما أراده الله تعالى من واضح السبيل أقول ويحتمل أن يكون النهي عن علم النجوم وتعلمه واستعماله لمن يستعمل دلالتها في معصية الله تعالى كما يستعملها الذين يتوصلون بمعرفتها وهدايتها إلى خلاف مراد الله ومراد رسوله وفريق يستبعدون أن تكون النجوم مع ارتفاعها في السماوات دالة
مخ ۲۱۷