وفي خلال هذا الشوط الطويل الشاق الذي قطعناه كان الوجدان الجماعي يطغى شيئا فشيئا على الوجدان الذاتي، وظهر بيننا شعراء أقوياء أخذوا يغذون هذا الوجدان الجديد النامي حينا، ويهاجمون الوجدان الذاتي المنطوي أو الهارب هجوما عنيفا على نحو ما قال شاعر شاب في قصيدة سماها «إلى الشاعر التائه»:
ما لعينيك تبسمان، وعيناي تموجان ثورة ووميضا!
ما لقلبي وأنت قلبك راض يطلب النور والفضاء العريضا!
ما لروحي تكاد تقتل جسمي فتراه العيون جسما مريضا!
ما لمثلي يرى الليالي سودا ويرى مثلك الليالي بيضا!
ما لشعري طغى الجنون عليه، أم ترى أنت لا تراه قريضا! •••
أنت تخلو إلى النجوم، إلى الزهر، إلى الطير حينما يتغنى،
ربة الخمر باركتك فغنيت هراء ورحت تسأل دنا،
في سماء الخيال ضم جناحيك تقع بيننا فتصبح منا،
دع جمال الخيال وادخل كهوفا للملايين وارو للكون عنا،
ناپیژندل شوی مخ