فلسفه تاریخ عند ویکو

عطيات ابو السعود d. 1450 AH
60

فلسفه تاریخ عند ویکو

فلسفة التاريخ عند فيكو

ژانرونه

كانت الفيزيقا كما رأينا إلهية في نشأتها الأولى وكذلك الحال في وصف الكون، وهنا يؤكد فيكو كما أكد في الفيزيقا الشعرية أن نظرة البشر إلى الكون أو الطبيعة كانت نظرة إلهية بحيث تصدق العبارة المشهورة التي رددها بعض الفلاسفة السابقين على سقراط وهي أن «كل شيء مملوء بالآلهة» (وقد نسب إلى طاليس أنه قالها عن الماء ...) وجاء وصف الشعراء اللاهوتيين للكون على اعتبار أن له طبيعة إلهية شأنه شأن كل شيء تخيلوه، فكانت السماء هي الموضوع الأول لتأملهم لأن الأشياء السماوية تعني الأشياء السامية أو الموضوعات الدينية المقدسة.

تخيل الشعراء أن السماء غير بعيدة عن قمم الجبال. ويؤكد هوميروس هذا في ملحمتيه حيث إن أبطالهما كانوا يتخيلون أن الآلهة تسكن قمة جبل الألب. ومن هذه السماء حكم الآلهة الأرض، ومن السماء جاءت العدالة على الأرض عن طريق الأبطال الذين أقاموا العدل بين البشر بالقانون الزراعي الأول، ومن السماء هبطت الأجنحة

27

التي تعني التنظيمات البطولية، ومن السماء أيضا سرق بروميثوس النار من الشمس. ثم تخيل الشعراء اللاهوتيون آلهة العالم السفلي وكان أولهم الماء ويدعى أسطقس

Styx

28

الذي يقسم به الآلهة. كما كان وصفهم للكون سواء ما كان منه علويا أو سفليا فهو مملوء بالآلهة. بذلك انقسم هذا العالم الشعري أو الكونيات الشعرية إلى ثلاث ممالك؛ الأولى مملكة جوبيتر في السماء؛ والثانية مملكة زحل

Saturn

على الأرض؛ والثالثة مملكة العالم السفلي التي يحكمها

وهو إله الثروات البطولية (وهي من ذهب أو من الحبوب لأن ثروات الشعوب القديمة كانت تقوم على المحاصيل). وهكذا تكون عالم الشعراء اللاهوتيين - كما سبق أن ذكرنا - من أربعة عناصر اعتبرها علماء الطبيعة فيما بعد عناصر طبيعية وهي الهواء (عنصر

ناپیژندل شوی مخ