غير أننا إذ نرى أن شابا من أفذاذ العالم الإنساني لا من أفذاذ اليونان وحدهم، ومن معاصري أرسطبس، درس نظرياته ومبادئه، لا على وجه التعميم، بل على وجه التخصص، وأنه ناقش فيها، ونقض بعض الأسس التي تقوم عليها؛ يذهب من روعنا كل شك في أن مذهب أرسطبس ونظرياته قد كتبت وجمعت بين دفتي كتاب أو ضمنت صفحات كتب عديدة، وإن ثقتنا بهذا القول تصبح في موطن اليقين، إذا عرفنا أن ذلك الشاب الذي عاصر فيلسوفنا في أخريات أيامه، هو المعلم الأول أرسطوطاليس لا أحد غيره.
3
كذلك ذهب معاصر آخر هو المؤرخ «ثيوفمبوس
Theopompus »
4
مذهبا اتهم فيه أفلاطون بأنه نقل عن أرسطبس، وأنه انتحل نظرياته، متوسعا في شرحها، ولا شبهة مطلقا في أن هذه التهمة باطلة ولا أساس لها، ولكن مما لا ريبة فيه؛ أن مثل هذه التهمة لم تكن لتخطر في عقل مؤرخ ما لم تكن نظريات أرسطبس قد خطت في الطروس، وأن مبادئ الفلسفة القورينية، قد حوتها المجلدات.
أما الآن فليس بين أيدينا مما خلف هذا الفيلسوف إلا بضع فقرات متناثرة من آثاره الفلسفية، ولم يصلنا حرف واحد من كتابه الذي قيل بأنه وضعه في تاريخ «لوبيا». كذلك ضاعت أصول المحاورتين اللتين كانتا بعنوان أرسطبس على اسم الفيلسوف، وفيهما يعرضه «استلفون
Stilpo »
5
الميغاري، و«فيوسيبوس
ناپیژندل شوی مخ