کارل بوبر فلسفه: علم طریقه ... علم منطق
فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم
ژانرونه
وقد فرق فريجه بين العمليات الذاتية للفكر وبين مضمونها الموضوعي، غير أنه الأب الروحي للمنطق المعرفي؛ لذلك فهو لم يفكر في الإبستمولوجيا كنظرية في المعرفة الموضوعية.
هذه صورة عامة لموقع نظرية العالم 3 من السياق التاريخي.
29 ⋆ (5) والعالم 3 يجسد موضوعية المعرفة بفضل استقلاله، فهو منتج مباشر لنشاطات الإنسان المختلفة، وسائر مكوناته من صنع الإنسان، لكنها تستقل عنه بعد أن يخلقها، فالكتاب كتاب حتى وإن لم يقرأه أحد، بل ويمكن أن يكون حتى بغير أن تؤلفه ذات، مثلا يمكن إنتاجه وطبعه بواسطة الكمبيوتر،
30
وحتى لا يتحول الكتاب إلى مجموعة من الورق والنقاط السوداء، يكفيه إمكانية القراءة وفهم المحتوى؛ لذلك يضع بوبر تصورا لفناء الجنس البشري، لكن مكونات العالم 3 باقية، فأي خلفاء عاقلين من الأرض أو من الفضاء يمكنهم مواصلة الحضارة طالما استطاعوا فك رموز الكتب، أي إن العالم 3 يستطيع الاستمرار بغير أي إنسان، أي ذات.
بل وإنه يستقل في خلق مشاكله التي قد يعجز الإنسان عن حلها، وفي خلق خصائصه التي قد تظل في حدود المجهول وقد يعرفها الإنسان وقد لا يعرفها، مثلا كثير من مشاكل الأعداد الأولية والصماء واللامتناهية ما زالت مثارة في علوم الرياضة، رغم أن الواقع لا يوجد فيه اثنان وثلاثة، يوجد فيه فقط مثان ومثالث، والإنسان هو الذي خلق سلسلة الأعداد لكنه لم يخلق مشاكلها ولا خصائصها كالتمييز بين الأعداد الزوجية والفردية، مثل هذا نتيجة لخلقنا؛ غير مقصودة ولا يمكن تجنبها.
على هذا يفرق بوبر - في مكونات العالم 3 - بين المنتجات الثانوية وبين المنتجات المقصودة التي اجتمع أشخاص معينون في فترات معينة، وبذلوا جهدا بهدف خلقها مثل الأديان والمؤسسات والأعمال الفنية والعلمية والدستور ...
أما المنتجات الثانوية
by-Products ، فهي التي لم نخلقها بقصد أو نية، بل انبثقت بمحض ذاتها، والغريب أن هذه المنتجات قد يكون لها قيمة أكثر أهمية من المنتجات المقصودة، مثلا اللغة منتج ثانوي؛ إذ ليس هناك جماعة اجتمعت لتخطط اللغة، كيف إذن تنشأ مثل هذه المخلوقات الهامة؟ «إنها تنشأ على نفس النحو الذي ينشأ به طريق الحيوان في الغابة، فحيوان ما يحاول أن يشق طريقه وسط الأحراش والأشجار المتكاثفة ليصل إلى مكان الشرب، ثم تأتي حيوانات أخرى تجد أن الأسهل لها هو استعمال نفس الطريق، فيتسع ويتحسن بواسطة الاستعمال، إنه غير مخطط نتيجة غير مقصودة للحاجة إلى حركة أسهل وأيسر.»
31
ناپیژندل شوی مخ