کارل بوبر فلسفه: علم طریقه ... علم منطق
فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم
ژانرونه
للعالم 3 من العالم 2 بل وحتى من العالم 1.
26 (4) هذه النظرية ابتكار مثير، غير أنها - كما يقول بوبر - ليست إلا موقفا تعدديا جديدا، أي رافضا للواحدية وللثنائية، فقد حلت مشكلة العقل والمادة بأن أتت بطرف ثالث يربط بينهما؛ لذلك يرجع بوبر أصولها إلى كافة المذاهب التعددية كالأفلاطونية والواحد الأفلوطيني والهيجلية ومونادات ليبنتز الروحية ... كلها نظريات تقول بوجود عالم غير عالمي العقل والمادة مثل العالم 3: (أ)
يخبرنا بوبر أن نظريته تتلافى أخطاء المثل الأفلاطونية، فالعالم 3 ليس سرمديا ولا مطلق الثبات، مثلها مثل الواحد الأفلوطيني، بل هو من صنع الإنسان وهو دائم التغير والتقدم والنمو، وهذه المرونة تجعله ملائما للمعرفة العلمية بالمفهوم الحديث، كما أن عالم المثل يعطينا الحقيقة اليقينية المطلقة؛ لذا فمكوناته مفاهيم مفرطة التجريد نتأمل فيها كما لو كانت نجوما في السماء، أما مكونات العالم 3 فواقعية، هي المشاكل وحلولها، فهو لا يحمل أية صفة للإطلاق، بل يحوي الخطأ بجانب الصواب، خطؤه هو المرجح دائما، لكن أكبر قصور في المثل هو القصور عن تصوير العلاقات، فالمثل تصور الحقائق، أي المفاهيم، «كل مفهوم = مثال مستقل» لكنها لم تصور المفاهيم وهي تدخل في علاقات،
27
فمثلا تصور الحقائق 5 - 25 - الضرب - التساوي، لكن لا تصور العلاقة «5 × 5 = 25»، والقصور عن تصوير العلاقات يشوب الفلسفة القديمة بأسرها، فهي فلسفة واحدية تعاملت مع كون افترضت أنه ساكن وكل حركة فيه تغير؛ لذلك فمنطق العلاقات أهم إنجازات الفلسفة المعاصرة، والعالم 3 يساير هذا فهو يحوي كل معلومة يتوصل إليها البشر وبالتالي كل علاقة، وفي سياق المقارنة مع أفلاطون ينبغي التنويه إلى أن العالم 3 لا مكان فيه للكليات؛ فبوبر يأخذ بالمذهب الأسمى ويعادي الواقعية الأفلاطونية، كل ما في الأمر أن كليهما أتى بطرف ثالث غير الثنائي الديكارتي، ولنلاحظ أن بوبر يعتبر أفلاطون تعدديا وليس ثنائيا كما جرى العرف. (ب)
أما عن الروح المطلق الهيجلي، فإن العالم 3 لا يعرف الصدق المطلق، كما أن بوبر - المعادي للجدل - لا يعترف بالتناقض بل يراه خطأ يجب إبعاده، وأكبر اختلاف هو أن هيجل لا يجعل للفرد دورا خلاقا، وحتى عظيم العصر مجرد وسيلة تكشف روح العصر عن نفسها فيه،
28
أما في العالم 3 فالدور الأعظم للإنسان الفرد وللنقد «نفس رأي رسل في التأكيد على أهمية الفرد؛ البطل العظيم.» (ج)
وقد ميز برنارد بولزانو
B. Belzano (1781-1848م) بين الحقائق أو العبارات في ذاتها، وبين عمليات الفكر الذاتية، العبارات في ذاتها يمكنها الدخول في علاقات منطقية مع بعضها فتكون متوافقة أو غير متوافقة، ويمكن اشتقاق عبارة من أخرى، أما عمليات التفكير فتدخل فقط في علاقات سيكولوجية أي تزعج أو تسلي أو تهدئ أو تلهم بتوقعات أو تحجم عن أعمال انتويت، لكن لا يمكن أن تناقض عمليات تفكير إنسان آخر ولا حتى عمليات الإنسان نفسه في وقت آخر؛ لأن التناقض علاقة سيكولوجية، فالفكر بمعنى العمليات والفكر بمعنى العبارات في ذاتها ينتميان لعالمين مختلفين، فإذا كان العالم الفيزيقي هو العالم 1، والخبرات الشعورية هي العالم 2، كانت العبارات في ذاتها هي العالم 3، وكانت نظرية بولزانو مناظرة لنظرية بوبر. (د)
ناپیژندل شوی مخ