204

کارل بوبر فلسفه: علم طریقه ... علم منطق

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

ژانرونه

وهو يعبر عن الفرق بينهما بأن القضية يمكن التحقق منها بالمعنى القوي، إذا وفقط إذا ما كان ممكنا أن تؤسس بصفة حاسمة وقاطعة على الخبرة،

12

وهي قابلة للتحقق بالمعنى الضعيف إذا كان للخبرة أن تجعلها ممكنة، وواضح أن هذا الحل لا يعني أكثر من التمييز بين القابلية للتحقق كأمر واقع فعلا، وبينها كمجرد إمكانية وليست استحالة، ويوضح آير أن التحقق بالمعنى الضعيف هو فقط المطلوب.

غير أن هناك مشكلة معينة بدت على درجة قصوى من الخطورة، فلقد أحس الوضعيون أنفسهم أن معيار التحقق لن يحطم الميتافيزيقا فقط، بل وسوف يحطم العلم أيضا؛ ذلك أن قوانين العلم بطبيعة الحال ليست قابلة للتحقيق، إذ ليست هناك أية مجموعة من الخبرات يكون اكتسابها مكافئا لصدق قانون علمي.

وقد تنبه فتجنشتين إلى هذا مقدما في رسالته، فأكد - إبان بحثه للمنزلة المنطقية للقضايا العلمية - على أن كثيرا من العبارات العامة في العلم لا تحتاج إلى معاملتها على أنها دالات صدق للقضايا الأولية

Elementry Proposition ؛ لأنها ليست تجريبية؛ وبالتالي ليست قضايا بالمعنى الدقيق، هي بالأصح توصيات بمنهج لتمثيل فئة معينة من الظواهر

.

13

وكان حل شليك قريبا من حل صديقه وأستاذه فتجنشتين؛ فقد ادعى أن القوانين العلمية ليست عبارات، بل هي قواعد ورخص للاستدلال، غير أن كارناب ونيوراث اعترضا على هذا مستندين إلى أن القاعدة - طبعا - تستحيل محاولة تكذيبها، أما القوانين العلمية فإننا نحاول تكذيبها، فهي إذن عبارات إخبارية وليس مجرد قواعد، وواضح أن هذا مجرد استجابة من كارناب لتأثيرات بوبر، وأثر بوبر يمتد لدرجة أن الوضعيين أنفسهم اعترفوا بأنه حتى القضايا الجزئية والمفاهيم لا يمكن أن نتحقق منها تحققا كاملا.

لكن الخطورة الحاسمة كانت حقا على القوانين العلمية التي قام المعيار أصلا لتمييزها، وكان قبول البعض اعتبارها ليست بقضايا ورفض البعض الآخر، فيصلا حاسما في تاريخ الوضعية،

ناپیژندل شوی مخ