کارل بوبر فلسفه: علم طریقه ... علم منطق

یمنی طریف خولی d. 1450 AH
180

کارل بوبر فلسفه: علم طریقه ... علم منطق

فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم

ژانرونه

لقد أخطأ بوبر وهو يضع آينشتين مع الأميبا في نفس الفئة، فئة ما صدقات نظريته، خطأ منطقيا وأدبيا. (5) أما بخصوص عقلانيته النقدية، فقد تجنى بوبر كثيرا على العقلانية الكلاسيكية، غير صحيح أنها فلسفة تسلطية، وكون ديكارت يجعل العقل ووضوحه وتميزه معيارا، كما يجعل التسلطيون الكتاب المقدس وفلسفة أرسطو معيارا، فهذا لا يعني تطابقا بينهما، السبب بسيط هو أن الكتاب المقدس - أو فلسفة أرسطو - محدود المعالم، بل محدود الصفحات والكلمات والعبارات والأفكار، يرسم أطرا راسخة لمحتوى الفكر، يلتزم بها المفكر التزاما، فيقصر جهوده على استنباط ما يلزم عنها وكشف العلاقات بينها، وما هكذا العقل ولا حتى الحس، فالمجال أمامه مفتوح وله حرية الحركة وحرية الخلق والإبداع، كل ما في الأمر أن العقل هو الفيصل، تماما كما أن النقد هو الفيصل في العقلانية البوبرية، فهل نجاري بوبر فنقول: إنه هو الآخر تسلطي وليس عقلانيا، وقد وضع سلطة النقد بدلا من سلطة الكتاب المقدس وأرسطو؟ إننا لا نقول هذا؛ أولا لأن النقد عملية دينامية متحركة متطورة، باكتشافها لمواطن الخطأ تدفع إلى الأمام في شكل الحلقات «م1

ح ح

أ أ

م2»، وثانيا - وهو الأهم: إننا لو فعلنا هذا لأصبحنا مكررين لنفس الخطأ الذي ارتكبه بوبر وننقده الآن.

زعم بوبر أن العقلانية تسلطية، يماثل الزعم بأن الوضعية المنطقية ما هي إلا مثالية ميتافيزيقية متطرفة، أمثال هذه الانتقادات الدائرية تضر الفلسفة أكثر مما تفيدها ألف مرة، فهي تجعلها كائنا رخوا أو عالما مفككا كل شيء فيه جائز.

الخطأ الحقيقي للعقلانية الكلاسيكية - بشقيها التجريبي والعقلي - هو اعتبارها الحقيقة بينة واليقين سهل المنال، ولكن حتى في هذا الخطأ لا نستطيع أن نلومها، لا بد أن نلتمس لهم العذر تقديرا للظروف المعرفية للعصر الذي نشأ فيه الاتجاه بشقيه؛ فقد كان عصرا يسلم بداهة بأن اليقين هو الهدف المنشود، وإلا فعما نبحث؟ عن الشك أم الجهل، لقد رأينا - إبان الحديث عن مشكلة الاستقراء - أن الحتمية ظلت من بديهيات العلم التجريبي، منذ عرف طريقه إلى النور مع عصر النهضة، وقد بلغ الإيمان بها ذروته في القرن الماضي، الذي ننفصل عنه ببضع عشرات من السنين فحسب، حيث كان المبدأ المسلم به، حيث لا حتمية لا علم، والحتمية واليقين صنوان،

22 ⋆

أما اعتبارهما من مخلفات عصور الجهالة، وأن حساب الاحتمال هو المنطق الملائم لطبيعة المعرفة العلمية، فإن هذا من أحدث ما توصل إليه العلم في قرننا العشرين، وهو من سمات الفلسفة المعرفية المعاصرة، فليس من العدل أن نحاسب مراحل فلسفية سابقة على هذا المطلب اليقيني.

إن العقلانية النقدية أصوب - بلا شك - من أية عقلانية، أو من أية نظرة إبستمولوجية أخرى؛ فأولا: ليس هناك نقد جامع شامل يفند كل محاولة للبحث عن اليقين القاطع يمكن أن نعثر عليه في كتابات أي فيلسوف من الفلاسفة المعاصرين،

23

ناپیژندل شوی مخ