بحثونه په اخلاقي فلسفه کې
مباحث في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
كما يقول أرسطو المعلم الأول، ويعترف به من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أما الرفاق الذين لم يرزقوا حظا من الأخلاق الفاضلة والسجايا الكريمة فهم «مع عدم ثباتهم في محباتهم لا يتبادلون إلا سيئ الإحساسات»،
43
ولذلك «يفسد بعضهم بعضا بمقدار ما يقلد بعضهم بعضا»، وهذا رأي أرسطو أيضا في صداقة الأشرار، وهو رأي حق تؤيده المشاهدات، فإننا لن نجني العنب من الشوك، ولا الشهد من الصاب.
هذا، ويكفي لبيان أثر الرفاق الذين يصاحبهم المرء ويتخذهم خلانا ما قصه الله علينا في كتابه الكريم؛ إذ يقول:
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا . ونتبع هذا ببيان أثر صديق الخير وصديق السوء في صديقه كما ذكره الرسول الحكيم
صلى الله عليه وسلم ، إذ يقول: «مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد؛ لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه، وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثا.» (ه)
وللصحف والمجلات، ودور الخيالة والتمثيل، والتقاليد التي يحيا المرء في ظلها، والحكومة التي تسوس أموره، والقوانين التي يحكم بها، والنظم التي يخضع لها، وما يقوم به من سياحات وأسفار، وسائر النواحي الأخرى للبيئة الاجتماعية؛ لكل من ذلك أثره وخطره في تكوين عادات الإنسان وأخلاقه، وذلك ما لا يحتاج لبيان.
على أننا نود أن نبين أن الناس بالنسبة للتقاليد والعادات والنظم العامة التي تواضعت عليها الأمة، وتعدها جزءا من كيانها الاجتماعي، وتفديها لهذا بكل مرتخص وغال؛ الناس بالنسبة لتلك العادات والتقاليد ثلاث طوائف: (1)
طائفة ترى الفساد في بعض هذه التقاليد، فتخرج عليها وتثور ضدها، موطنة النفس على تحمل الأذى في هذا السبيل حتى تصل لما تريد من إصلاح. هؤلاء هم العباقرة الذين تفخر بهم الأمم، وأصدق مثال لهم الرسل والأنبياء، فقد كان من الصعاب التي اعترضت الرسول الأعظم
صلى الله عليه وسلم
ناپیژندل شوی مخ