بحثونه په اخلاقي فلسفه کې
مباحث في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
وباختلاف غايات الناس اختلفت ميولهم؛ هذا غايته الشهرة وبعد الصيت، وذاك السيادة ونفوذ الكلمة، وغيرهما الغنى، وهكذا. وكل طائفة متشابهة من الميول تدور حول غاية واحدة تسمى «عالما» ومنها تنشأ الرغبة. (4)
الرغبة: إذا تغلب ميل من هذه الميول على سائر الميول المتشابهة التي تدور معه على محور واحد، وسيطر ذلك الميل عليها، كان من ذلك ما يسمى بالرغبة، فهي «تغلب ميل على سائر الميول التي تعيش معه في عالم واحد»، مثلا شخص تغلب عليه عالم حب الثروة والغنى، فتراه يميل مرة إلى التجارة في القطن، وأخرى إلى شراء أراض وتثميرها، أو إلى السعي وراء عمل يأتيه بدخل كبير، أو إلى الاشتراك في مصرف مصر أو شركة من الشركات الناجحة ... إلى غير ذلك من الميول التي تدور كلها حول عالم حب الثراء السريع، فإذا فكر وروى في نفسه وغلب ميله للمنافسة في سوق القطن مثلا لظروف ودواع تناسبه على الميول الأخرى، يقال: إن هذه الحالة النفسية التي كنا نسميها ميلا صارت له رغبة يسعى لتحقيقها. (5)
الإرادة: فإذا فكر فيما يرغب فيه ورآه ممكنا، وذلل ما قد يكون بينه وبين نيله من عقبات، ثم أجمع أمره عليه، كان من ذلك ما يسمى بالإرادة.
والفرق بينها وبين الرغبة واضح؛ من أن هذه قد لا يتلوها العمل المثمر، فقد يرغب المرء في أمر يستحيل الحصول عليه، أو في شيء دون الظفر به عقبات ليس من السهل تذليلها، أما الإرادة فلا تكون - كما رأينا - إلا حيث يتروى الإنسان في الأمر ويزن جميع الظروف والملابسات، ثم بعد ذلك كله يراه ممكنا فيعزم عليه، وبهذا يعقبها العمل الذي إذا اعتيد صار خلقا.
ومن أجل ذلك لا يختلف التعريف الذي ذكرناه للإرادة، وهو تغلب عالم من عوالم الميول على غيره، بما عرفها به بعض الكتاب، وهو أنها «قوة للنفس تتمكن بها من تخصيص أمر معلوم مقدور عليه للإنسان بالوقوع فعلا، سلبا كان ذلك الأمر أو إيجابا.» (6)
الخلق: من هذا يتضح التعريف الأول للخلق الذي ذكرناه أول البحث، وهو أنه «عادة الإرادة»؛ لأن الإرادة، كما أوضحناه، هي تغلب عالم من العوالم على غيره، والعالم ليس إلا حالة نفسية للإنسان، وإن شئت فقل هو قوة أو هيئة نفسية، ومتى تغلبت هذه القوة باستمرار كانت عادة، وهي مرد معنى الخلق في اللغة العربية وسواها. كما يتضح أيضا التعريف الثاني الذي ذكرناه سابقا، وهو «تغلب ميل من الميول على الإنسان باستمرار»، فإن هذا الميل الذي صار رغبة فإرادة هو الهيئة النفسية، وتغلبه باستمرار معناه أنه صار عادة وخلقا.
ولنضرب لذلك مثلا: رجل يصدق مرة ويكذب أخرى، أو يجود بالكثير من المال آنا ويبخل بالقليل مع وجود الدواعي للبذل آنا، فهل يوصف بأن من خلقه الصدق أو الكذب أو الكرم أو البخل؟ لا؛ لأنه لم يتغلب ميل أو عالم أو هيئة نفسية باستمرار حتى يصير ذلك له عادة وخلقا، ويقال عن مثل هذا الرجل: إنه متقلب لا أخلاق له.
ولا يصح أن نقيم وزنا للرأي القائل بأن الخلق أمر نسبي، بمعنى أنه يحكم على المرء بالميل الذي يغلب عليه، فمن غلب عليه حب الإعطاء وأعطى كثيرا ولم يبخل إلا قليلا كان كريما، وكذلك الصدق والكذب وسائر الفضائل والرذائل، لا يصح أن نقيم وزنا لهذا الرأي، وذلك أنه مما لا بد من ملاحظته في الخلق الرسوخ والثبات لميل أو حالة نفسية معينة، حتى تعطي ثمرتها من الأعمال باستمرار، يؤيد هذا ما ذكره العلامة «ماكنزي» في كتابه «الأخلاق»؛ إذ يقول إنه:
لا بد لتكوين خلق من ثبات عالم من العوالم، أما مجرد باعث خيري أو غرض خيري في حياة الإنسان فلا يكفي لجعله خيرا. (1-2) تعاريف الفلاسفة الإسلاميين للخلق (1)
عرف مسكويه (المتوفى سنة 421ه) الخلق بأنه «حال للنفس داعية لها إلى أفعالها من غير فكر ولا روية.»
ناپیژندل شوی مخ