بحثونه په اخلاقي فلسفه کې
مباحث في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
6
خطأ وضلال وراءها!
7
حقيقة، إن التاريخ وعلم الاجتماع ليؤكدان أن القواعد الأخلاقية اختلفت باختلاف الأزمنة كما اختلفت وتختلف في العصر الواحد بحسب البيئات، هذه مسألة الرق والاستعباد كان نظاما معروفا لدى العبرانيين والمصريين القدماء والهنود والصين على اختلافهم في معاملة الأرقاء، كما كانت الجمعية الإنسانية في المدنية الإغريقية القديمة - التي يفخر بها الأوروبيون اليوم - تقوم على استرقاق فريق من المواطنين، حتى إن أرسطو بجلالة قدره يبرره لاعتبارات مختلفة، منها: أنه لا بد من العبيد ليتوفر الرجال الأحرار على الدراسات العقلية العالية، وأنه يوجد أناس بلغوا من السفالة والضعة أن يفهموا أنهم خلقوا للاستعباد. كما لم تمنعه الديانة المسيحية أيضا، أما في أيامنا هذه فقد صار الرق معتبرا من أشنع المظالم الإنسانية، وغدا محرما تحريما باتا.
كما أن أنظار الأمم بالنسبة للمرأة اختلفت في التاريخ أيما اختلاف، كان الأثينيون - وهم من نعلم مدنية وحضارة في الأزمان الماضية - يعتبرون المرأة سلعة تباع وتشترى، وجعلوا مهمتها في الحياة مقصورة على تربية الأطفال وتنظيم البيوت، كما أباح بعض الطوائف اليهودية للأب بيع بنته وهي قاصرة، وفي فرنسا قديما بلغ من امتهان المرأة أن عقدوا مؤتمرا سنة 586م في بعض الولايات فأخذوا يبحثون فيه ما إذا كانت تعد إنسانا أو غير إنسان، وانتهى الأمر بتقرير أنها إنسان، ولكنها خلقت لتخدم الرجل ليس غير!
ولا ننسى ما كان من وأد بعض عرب الجاهلية بناتهم، ومن اعتبار المرأة بعض ما يورث عن أبيها أو زوجها، والآن تغير ذلك كله وأصبحت المرأة مساوية للرجل تماما إلا في بعض حقوق يرى بعض الأمم من الصالح العام عدم منحها إياها.
وفي العصور المتوسطة
8
كان عدم التسامح الديني لدى المسيحيين مبررا لا نكير فيه، ما كان أكثر رجال الدين الأعلام الذين كانوا يؤكدون أن الحقيقة لها كل الحقوق ومن بينها اضطهاد الضالين في رأيهم بوساطة القوة! وأية حقيقة هذه التي كانوا يتكلمون عنها؟ إنها الحقيقة التي يعتقدونها، أي حقيقة كنيستهم، التعاليم المضادة لتعاليم كنيستهم كلها ضلال وجرائم موجهة ضد الإرادة الإلهية، فتستحق أشد العقاب.
ها هو ذا «سانت أوجستين» (أشهر رجال الكنيسة اللاتينية 354-430م) مع رجاحة عقله وسمو فكره يوصي باللجوء للإكراه لهداية الضال حينما لا ينجع الإقناع، وكذلك «سانت توماس» (أشهر رجال الكنيسة الغربية 1226-1274م) يقول: «إذا كان المزورون والمجرمون يعاقبون عدلا بالإعدام، فبالأحرى الهراطقة الخوارج عن الدين يجب أن يكون جزاؤهم لا الحرمان الأبدي من الكنيسة فقط، بل الموت الزؤام»،
ناپیژندل شوی مخ