فلسفه قاريه: مقدمه لنډه
الفلسفة القارية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
شيء موروث أو منقول إلينا دون مناقشة أو استقصاء نقدي. هذا هو المفهوم المحافظ للتقليد الذي يتحدث عنه مل فيما يتعلق بكولريدج. (2)
شيء مقدم أو منتج من خلال التعاطي النقدي مع المعنى الأول للتقليد؛ أي تناول للتقليد ليس بأية حال من الأحوال تقليديا؛ تقليد راديكالي.
شكل 4-4: بورتريه لإدموند هوسرل (1859-1938) وهو طالب.
وهذا المعنى الثاني للتقليد هو المعنى المشترك - ليس دون بعض الاختلافات الجوهرية، ولكن هذا موضوع آخر - لدى هوسرل وهايدجر. بالنسبة إلى هوسرل، في كتاب «أزمة العلوم الأوروبية» (1954) الذي نشر بعد وفاته، يتوافق معنيا التقليد مع التمييز بين التجربة «المترسبة» والتجربة «المنشطة» للتقليد. ومن المفيد أن نفكر في الترسيب من الناحية الجيولوجية باعتباره عملية ترسيخ أو تثبيت. وبالنسبة إلى هوسرل، الترسيب يكمن في نسيان أصل حالة الأشياء. اسمح لي أن أستخدم مثال هوسرل الشهير حول الهندسة، الذي يظهر في مقاله الذي نشر في عام 1936 بعنوان «أصل الهندسة»، كملحق لكتابه «أزمة العلوم الأوروبية»، ولا ينبغي أن ننسى أن هذا المقال كان موضوع كتاب دريدا الأول، الذي كان مجرد ترجمة وتعليق على مقال هوسرل. ببساطة، كانت حجة هوسرل الرئيسية هي أنه إذا ما نسي المرء أصل الهندسة، فإنه سينسى الطابع التاريخي لهذا المجال. ولكن لماذا يعد هذا أمرا مهما؟ إنه مهم لأن الهندسة تظهر في أكثر أشكالها نقاء ما يسميه هوسرل «التوجه النظري»، وهو الموقف الذي تأخذه العلوم الطبيعية نحو أهدافها. تتمثل فكرة هوسرل في أن إعادة تنشيط المعرفة بأصل الهندسة يعد تذكيرا بالطريقة التي ينتمي من خلالها التوجه النظري للعلوم إلى سياق اجتماعي وتاريخي محدد، ما يطلق عليه هوسرل الاسم الشهير «عالم الحياة». هدف هوسرل النقدي والجدلي هو أن نشاط العلم، منذ جاليليو، أسفر عما يسميه «إضفاء الطابع الرياضي على الطبيعة»، والذي يتغاضى عن الاعتماد الضروري للعلم على الممارسات اليومية لعالم الحياة؛ فتوجد فجوة بين المعرفة والحكمة، بين العلم والحياة اليومية. وهذا هو الموقف الذي يدعوه هوسرل «أزمة»، والذي يحدث عندما يحدد التوجه النظري للعلوم الطريقة التي ينظر بها إلى جميع الكيانات. ومهمة الفلسفة - بمعناها عند هوسرل (أي الفنومينولوجيا) - هي الانخراط في تأمل نقدي وتاريخي لأصل التقليد، يسمح بحدوث تجربة نشطة ومنشطة للتقليد لمواجهة الجوانب الساذجة في تصورنا الحالي للماضي.
لا تختلف الأمور كثيرا في تصور هايدجر المبكر للتفكيكية؛ تفكيكية تاريخ الأنطولوجيا، التي ليست مطلقا وسيلة لتدمير الماضي، ولكنها وسيلة للبحث عن الميول الإيجابية للتقليد، والعمل على مواجهة ما يصفه هايدجر ب «تحيزاته الضارة». والتفكيكية هي نتاج لتقليد كشيء مصنوع ومصاغ من خلال عملية تكرار أو استرجاع. الفكرة هنا هي التوصل إلى علاقة أصلية مع التقليد من خلال عملية استرجاع أو تكرار؛ حيث يعيد المرء المعنى الأصلي لحالة الأشياء من خلال عملية تأمل نقدي وتاريخي. ويعد المثال الرئيسي لدى هايدجر هو الطريقة التي يرتبط بها الوجود - الكينونة - بالزمان، وهو الارتباط الذي يدعي أنه تم إخفاؤه في تقليد الميتافيزيقا الغربية منذ وقت الإغريق؛ لذلك، على المرء أن يدمر الإدراك المنقول والمبتذل حيال الماضي من أجل تجربة القوة الخفية والمدهشة للتاريخ. وفي الفترة التي ظهر فيها كتاب «الكينونة والزمان» (أي أواخر عشرينيات القرن العشرين)، يوضح هايدجر الفرق بين التقليد المستقبل والتقليد المدمر في سياق التمييز بين التقليد والتراث؛ ومع ذلك، هذا لا يعني أن التقليد يندمج مع نوع من صناعة التراث، بل يلعب هايدجر على معنى الفعل الألماني
Überliefern (أي يسلم، أو ينقل)، للإشارة إلى أن العلاقة الأصيلة بالماضي هي علاقة تسلم إمكاناته الخفية وتكشف عنها. وعلى هذا النحو، بالنسبة إلى هايدجر، يتطلب الوجود الحقيقي كشرط مسبق له تجربة راديكالية للماضي وليس تجربة منقولة.
من المهم أن نشير إلى أن الهدف من تأملات هوسرل وهايدجر حول التقليد - وهذا ينطبق أيضا على تأملات هيجل حول تاريخ «الروح» ومفهوم نيتشه للعدمية كما سنوضح فيما بعد - ليس الماضي في حد ذاته، ولكن «الحاضر»، وعلى وجه التحديد «أزمة» الحاضر. يشعر بالأزمة الحقيقية للعلوم الأوروبية أو ما يطلق عليه هايدجر «محنة الغرب» في عدم وجود محنة: «أزمة، أي أزمة؟» إن الأزمة الحقيقية تكمن في عدم وجود أزمة، والمحنة الحقيقية تكمن في عدم وجود محنة. وربما يشير دوستويفسكي ساخرا إلى أنه في مثل هذه الحالة من النسيان، ننزل إلى مستوى الماشية السعيدة. وهكذا، فإن المعنى المنشط أو المحطم للتقليد - أي تقليد راديكالي - يتيح لنا وعيا نقديا للحاضر. (6) الفلسفة كنتاج لأزمة
يمكن القول إن المسألة المحورية للفلسفة في التقليد القاري هي مسألة الممارسة؛ وهذا يعني حياتنا الراسخة تاريخيا وثقافيا كأنفس متناهية في عالم من صنع أيدينا. وهذه المسألة هي التي تدفع الفلسفة نحو نقد الأوضاع الحالية؛ حيث إن الظروف لا تؤدي للحرية، ونحو المطلب التحرري المتمثل في تغيير وضع الأمور؛ الحاجة لإحداث تحول في ممارسة الفلسفة أو الفن أو التفكير أو السياسة. ولعل هذه الحقيقة تبدأ في شرح ميزة للفلسفة في التقليد القاري ربما تكون محيرة، وهي موضوع «الأزمة» الذي يجري - بأشكال مختلفة - مثل نهر جوفي عبر تقاليد المثالية الألمانية والماركسية والفنومينولوجيا والتحليل النفسي ومدرسة فرانكفورت. ويمكن العثور على فكر الأزمة هذا أيضا في مناطق ذاتية الوعي ثقافيا وسياسيا على نحو أكبر في التقليد التحليلي؛ على سبيل المثال: يتضح هذا الفكر في البيان الرسمي الرائع الذي ظهر في عام 1929 لحلقة فيينا، والذي سأناقشه في الفصل السادس. ويدعو كاتبو هذا البيان إلى تصور علمي للعالم والتغلب على الميتافيزيقا، معتبرين ذلك عنصرا أساسيا في التحول الديمقراطي الاجتماعي الراديكالي للمجتمع.
في جزء كبير من التقليد القاري، تعد الفلسفة وسيلة لنقد الحاضر، لتعزيز وعي تأملي للحاضر على أنه في أزمة، سواء أكان يعبر عن ذلك كأزمة إيمان في عالم برجوازي متحفظ (عند كيركجارد)، أم أزمة العلوم الأوروبية (عند هوسرل)، أم أزمة العلوم الإنسانية (عند فوكو)، أم أزمة العدمية (عند نيتشه)، أم أزمة نسيان الكينونة (عند هايدجر)، أم أزمة المجتمع البرجوازي الرأسمالي (عند ماركس)، أم أزمة هيمنة العقلانية الأداتية وسيطرة الطبيعة (عند أدورنو وماكس هوركهايمر)، أم أيا كان التعبير عنها. وتؤدي الفلسفة باعتبارها تأملا ثاقبا حيال التاريخ والثقافة والمجتمع إلى إيقاظ الوعي النقدي؛ ما يسميه هوسرل تنشيط تقليد مترسب. وبتوسيع هذا أكثر قليلا، فإن مسئولية الفيلسوف - بصياغة هوسرل «خادم البشرية» - هي «إنتاج» الأزمة؛ مما يؤدي إلى إرباك التراكم البطيء للرواسب القامعة للتقليد من أجل نقد تاريخي منشط، سيكون أفقه عالم حياة متحررا. والفلسفة في التقليد القاري لديها هدف تحرري. وبالنسبة إلى الفيلسوف، الأزمة الحقيقية ستكون الموقف الذي لا يتم فيه الوعي بوجود أزمة؛ وفي مثل هذا العالم، لن يكون للفلسفة أي هدف بخلاف أن تكون نوعا من الفضول التاريخي أو الإلهاء الفكري، أو وسيلة فنية لشحذ المنطق السليم لدى الفرد.
لتوضيح الأمور أكثر، اسمح لي أن أقترح النموذج البسيط التالي للفلسفة في التقليد القاري، منظما حول المصطلحات التي تشكل العنوان الفرعي لهذا الفصل:
ناپیژندل شوی مخ