انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
ژانرونه
وهم من المفكرين الأوائل الذين استبقوا الحركة الواقعية، وقد استمتع بتبادل الأفكار معهم في أكسفورد.
ويستدل من مجرى تطور فلسفة هبهوس على أنه بينما كان ذهنه في شبابه عاجزا، شأنه شأن معظم معاصريه، عن التخلص من تأثير الهجوم القوي الذي شنته مذاهب دارون وسبنسر وهكسلي، فسرعان ما تكون لديه رد فعل قوي على نظرياتهم التطورية ذات النزعة الطبيعية، وهو رد فعل ساعد على دعمه الجو العقلي في أكسفورد التي كانت في ذلك الحين معقل المثالية. فهناك شعر شعورا كاملا بما أحدثته الحركة الجديدة من ضغط ومن تأثير في النفوس، فانساق في تيارها وقتا ما، ولكنه من جهة أخرى قد أحس بنفور من تأملات الهيجليين المفرطة في الخيال والتجريد، ولم يجد تعطشه إلى الوقائع وإلى القبض بشدة على ناصية العالم الفعلي ما يرضيه في فلسفة عقلية خالصة لا تصل إلى الاكتمال إلا بالتحليق في الفراغ. وهكذا وجد نفسه مضطرا على الدوام إلى العودة إلى الاستطلاع التجريبي والأبحاث الدقيقة في الميادين العلمية الخاصة، أو إلى أوجه نشاط ذات طابع عملي واضح. ولقد كان أول كتبه، الذي ينتمي إلى سنوات إقامته في أكسفورد، والذي يتعلق بالحركة العمالية (1893)، شاهدا على اهتمامه، منذ هذا الوقت المبكر، بالمسائل الاجتماعية والسياسية، بل إنه كان قبل ذلك، في عام 1888، يقضي عدة ساعات يوميا في معمل عالم البيولوجيا ج. س . هولدين
J. S. Holdane ، منهمكا في تجارب في علم وظائف الأعضاء والكيمياء الحيوية على الحيوانات، وكانت هذه التجارب إعدادا لأبحاثه الرائدة في ميدان علم النفس الحيواني، وقد عاد فيما بعد إلى المجال النظري البحت في دراسته للمسائل المنطقية والمعرفية والميتافيزيقية. وكانت أولى ثمرات جهوده الفلسفية كتاب «نظرية المعرفة» (1896)، الذي قدم فيه عرضا شاملا لمجال الفلسفة النظرية بأسرها، يكشف عن نضوج غريب وسعة إطلاع عجيبة، ويكون أساس جميع مؤلفاته التالية. وبعد هذه المحاولة الأولى، التي لم تلق بالتأكيد إلا اهتماما أقل بكثير مما يجب، وإن كانت قد أعلنت ظهور مفكر له ذهن قوي متين رحب، ولم يكن لها إلا نظائر قليلة بين الكتب الأولى للفلاسفة، قطع هبهوس فجأة مجرى أعماله العلمية، وبدأ يخوض حياة صحفي عامل، ولم يعد إلى العمل الجامعي إلا فيما بعد، عندما أصبح إنتاجه يشمل مجلدين كبيرين في التطور التاريخي للذهن والأخلاق، مبنيين على أبحاث متخصصة دقيقة. وقد كونت هذه الكتب أساس الدراسة المترابطة لجميع المسائل الفلسفية المتشابكة، وقد أودع هبهوس خلاصة أبحاثه ودراساته في كتاب رائع هو «النمو والغرض
Development and Purpose » وهو عرض منهجي نشر لأول مرة سنة 1913، ولكن أعيد طبعه قرب نهاية حياته (1927) بعد مراجعة دقيقة. وفي هذا الكتاب تخلى هبهوس عن طريقة الاستطلاع الحذر التي كان يعالج بها المسائل الميتافيزيقية من قبل، واتخذ من المشكلات النهائية موقفا يؤدي إلى استخلاص نظرية تضفي على فلسفته اكتمالا ووحدة متسقة. وقد شغل في العقد الأخير من حياته ببحث شامل في علم الاجتماع، عرضه في أربعة كتب، وجمع هذه الكتب (بطريقة خارجية أكثر منها داخلية) تحت عنوان «مبادئ علم الاجتماع»، وفي هذا المؤلف أيضا ظل هبهوس مخلصا لمبدئه الرئيسي في الارتقاء من الوقائع إلى النظرية، وفي اختبار نتائج النظرية وتبريرها مرارا وتكرارا بالرجوع إلى الوقائع.
ومن الطبيعي أننا لا نستطيع أن نبحث هنا مختلف أوجه النشاط المتشعبة التي قام بها هبهوس بوصفه باحثا، وهي أوجه تمتد إلى ميادين متباينة إلى حد بعيد، كعلم النفس الحيواني، وعلم النفس المقارن والاجتماعي والأنثروبولوجيا، وعلم الاجتماع بوصفه علما خاصا، والمنطق، ونظرية المعرفة، والميتافيزيقا، والأخلاق، وعلم الاجتماع الفلسفي، ونظرية الدولة. وعلينا أن نكتفي بتقديم موجز مختصر للسمات الأساسية لأفكاره الفلسفية بأضيق معاني هذه الكلمة، فنظرية المعرفة عند هبهوس، وهي النظرية التي سنطلق عليها اسم الواقعية النقدية
Critical realism ، تبدأ بالوعي أو الإدراك المباشر
apprehension - ومعنى هذا اللفظ عنده يقترب كثيرا من معنى «الإحساس»
sensation
عند لوك، أو «الإدراك الحسي
perception » عند باركلي أو «الانطباع
ناپیژندل شوی مخ