انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
ژانرونه
وإن لم يكن بطلر قد عرفه، وازداد شيوعا فيما بعد بفضل مذهب «سيمون
R. Semon »
30
في «التذكر
mneme ». وتبعا لهذا المذهب ينبغي أن ينظر إلى «الحياة» على أنها صفة في المادة العضوية تتمكن بفضلها تلك المادة من التذكر، وتكون المادة «حية
animate » بقدر ما تكون لها هذه القدرة، وتتمثل هذه الصفة حتى في أصغر خلية، وإن تكن فيها غير واعية، وإليها يعزو بطلر العمليات النفسانية الغرضية الواعية، بل يعزو أيضا كل نوع من التحقق اللاشعوري، من تكرار وتعود ووراثة، وأخيرا عملية التطور ذاتها. ويكفي هذا لإيضاح أن الذاكرة ليست مجرد ظاهرة فردية، وإنما هي صفة يمتلكها الجنس بأكمله، وأن هناك نوعا من «الذاكرة القبلية
tribal memory » تبدأ عملها عند مولد الفرد، ولا تنقطع بموته، الذي لا يعدو أن يكون تغييرا للذاكرات. وهكذا يمكن توريث الذاكرة من حيث هي وظيفة، وبقدر ما هي موروثة فإنها تسمى بالغريزة، وتصبح العادة غريزة عندما تمارسها الأجيال المتعاقبة بدرجة كافية من التكرار والانتظام. ولا اختلاف بين الغريزة والعقل
intellect
من حيث المبدأ، وإنما يختلفان في الدرجة؛ إذ إن الأفعال التي يكون أصلها عقليا قد تنحدر إلى مرتبة الغرائز إذا ما تكررت بقدر كاف. وهذا يصدق أيضا على الفرق بين العضوي واللاعضوي، فبطلر يرى أنه لا توجد أية هوة فاصلة بينهما، وإنما تعبر الحدود على الدوام في كلا الاتجاهين. فحتى المادة غير الحية ذاتها قادرة على «التذكر»، وبقدر ما هي كذلك يمكن أن تعد حية، وكل الكائنات الحية مكونة أساسا من نفس المادة، وكان يمكن أن تكون متماثلة من جميع الأوجه لولا تباين «ذاكراتها»، واختلاف قدرتها على التذكر، والذكريات الفعلية المختزنة فيها.
ومع ذلك فمن الواجب ألا تفهم فكرة بطلر عن الذاكرة بمعنى آلي؛ فهي فكرة غائية تماما، مثلها مثل الحياة التي يكون قوامها الفعلي هو هذه الذاكرة، فالحياة غرض ومقصد وإرادة وتطلع إلى الأمام بكل معاني هذه الكلمات، أي هي بالاختصار غاية خلاقة، وليست مجرد عملية آلية أو تفاعل متخبط بين قوى طبيعية. وينساب مجرى الحياة في جميع مراحل التطور العضوي (بل في جميع مراحل التطور غير العضوي أيضا، وذلك بمعنى أوسع في الكم وأضيق في الكيف)، فيوحد بين كل كائن حي وبين السلسلة اللامتناهية لأسلافه، ويكتسب كل كائن طابعه الفردي المستقل بفضل تلك الفعالية الدائمة المستمدة من تلك السلسلة، والتي تؤدي وظيفتها دون وعي كما تختزن في الذاكرة. غير أن القوة الدافعة الأولى التي تتحرك في كل حياة عضوية وتنشطها هي الإرادة، ويرتبط بها الإيمان الذي يعطي الإرادة القدرة على أن تصبح ما تختاره. وفي رأي بطلر أن قدرة الإرادة هائلة إلى حد أنه لو أرادت الحمامة بعزم وتصميم أن تصبح طاووسا، لما حال بينها وبين ذلك أي انتقاء طبيعي .
ناپیژندل شوی مخ