انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
ژانرونه
17
ولكن جهوده انصرفت إلى التوسع في دراسة مشكلات منفصلة من علم النفس، بدلا من أن تتجه إلى معالجة ميدان الظواهر النفسانية كله بالتفصيل (كما فعل «بين»)، وكان مما أعانه على ذلك ذهنه التحليلي المدقق، وقدرته النقدية الفائقة؛ مما أتاح له القيام بأبحاث رائعة في التحليل النفسي، كأبحاثه في الإدراك الحسي والذاكرة والعمليات الفكرية والنزوع الإرادي، وهي أبحاث كان منها ما فاق مستوى أستاذه بكثير. وعلى الرغم من أنه كان، على وجه العموم، من أنصار المذهب التجريبي، فإنه لم يسمح لنفسه بالتقيد بأغلال التعاليم الصارمة للمدرسة، وإنما كان الدوام تواقا إلى توسيع أفقه الذهني وتعميق معلوماته الفلسفية، وكانت لديه معرفة شاملة دقيقة بمجال تاريخ الفلسفة بأسره، كما كان ملما إلماما واسعا بمؤلفات كبار الفلاسفة الألمان ولا سيما كانت، وكان مقتنعا اقتناعا عميقا بحاجة الفلسفة التجريبية الإنجليزية إلى أن تكتسب قوة جديدة بعد أن تضاف إليها الأفكار العميقة التي ينطوي عليها كتاب «نقد العقل الخالص» لكانت.
وكان هذا هو الاتجاه الغالب على مؤلفاته، ولا سيما في ميدان نظرية المعرفة، ولم يكن ينفر من الميتافيزيقا، وقد بذل قرب نهاية حياته محاولة طريفة ، اتخذ فيها نقطة بدايته على أساس المذهب التجريبي، محاولا الوصول إلى مذهب في الكونيات قريب من مذهب الذرات الروحية عند ليبنتس، وإن يكن قد اختلف عنه في نواح كثيرة.
على أن الخليفة الحقيقي لمل و«بين» في ميدان علم النفس لم يكن روبرتسن، وإنما «جيمس سلي
James Sully » (1842-1923) خليفة روبرتسون في الكلية الجامعية (يونيفرستي كوليدج) بلندن (من 1892 إلى 1903). ولم يكن سلي فيلسوفا بقدر ما كان باحثا وملاحظا تجريبيا علميا مثابرا، وكان مثل «بين» - الذي كان يشبهه كثيرا - منغمسا بكل قواه في مجال التجربة، وكان يجمع كميات ضخمة جديدة من المواد أو يعيد اختبار المواد القديمة في ضوء آخر، وبذلك كان يوسع الأساس القديم ويمده دون أن يتجاوزه أو يزوده بأساس فلسفي أفضل. ولقد كان دائما يتخذ موقف عالم النفس التجريبي، مهما كانت المجالات أو الموضوعات التي يعالجها؛ وهكذا فإنه ناقش مثلا مشكلة الضحك التي كرس لها كتابا كبيرا (هو: «بحث في الضحك
An Essay on Laughter » 1902) لا بأسلوب فلسفي أو ميتافيزيقي كما فعل برجسون، بل تناول الموضوع من خلال جميع مظاهر تطوره، من نفسية وفسيولوجية وأنثروبولوجية وإثنولوجية وبيولوجية واجتماعية، ولكنه لم يتمكن من الإتيان «بالنظرية الفلسفية الحقيقية» التي رأى أنها هي القمة التي ينبغي أن تنتهي إليها جميع هذه النواحي المنفصلة، وكان قد بحث قبل ذلك بوقت طويل في مشكلة الوهم
Illusion
بأسلوب مماثل وفي تلك الحالة أيضا اكتفى «بدراسة نفسية»، تاركا مجال معالجة الموضوع بمزيد من التوسع للفلاسفة، الذين هم القادرون على الإتيان بالحل الصحيح للمشكلة «الأوهام، دراسة نفسية
Illusions, a Psychological Study » 1891، الطبعة الألمانية سنة 1884)، وقد عالج علم النفس وفقا لمبادئ «بين»، أي بطريقة فسيولوجية ووفقا لمنهج الترابط، فتناول هذا العلم أولا بصورة مجملة (في كتاب «المجمل في علم النفس
Outlines of Psychology »، سنة 1884)، ثم عرضه عرضا شاملا جامعا بوصفه علم الذهن البشري «الذهن البشري
ناپیژندل شوی مخ