160

انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

ژانرونه

56

ويؤيدها بعرض مفصل لهذين المجالين وعلاقة كل منهما بالآخر، أعني المجال المكاني الزماني الكيفي العلي، ومجال الوعي والقيمة والمنطق والأخلاق وهكذا. ويناظر هذا الجزء من نظريته، بشكل عام، مبحث المقولات.

ولقد تزايد إلى حد بعيد تأكيد ماكنزي، في تأملاته الميتافيزيقية الأخيرة، للطابع الإيجابي لما هو عرضي مفتقر إلى الضرورة، بالنسبة إلى تأملاته القديمة العهد، فقد وقع تحت تأثير بعض أفكار ف. ك. س. شيلر، ود. فوست

D. Fawcett ،

57

وأصبح في هذه الفترة المتأخرة يقول إن الأساس الأخير للأشياء عقل خلاق، لا يتصور على أنه فرد مشخص، وإنما على أنه عقل كوني، يكشف عن ذاته ويعبر عن نفسه في أذهان متناهية، وواضح أن هذا هو «المطلق» عند الهيجليين، ولكنه ليس المطلق السكوني المفارق الثابت عند برادلي ، وإنما هو مطلق يحركه خلال مجرى العالم نزوع خلاق، كما هي الحال في المطلق عند فوست. ولقد حدث تغير يناظر هذا في وجهة نظره، أدى به إلى وضع الخيال في موضع مواز للعقل، وإلى ربطه به بوصفه ملكة فلسفية هامة. ومن الواضح أن ماكنزي هنا يصطنع تحالفا زائفا؛ إذ ليس ثمة عنصر مشترك بين الهيجلية وبين خيالات «فوست» الفلسفية، وإنا لنجده أيضا في مواضع أخرى يفتت كيان الهيجلية الذي كان متسقا من قبل، عن طريق إدماج أفكار غريبة فيه، مستمدة من أحدث تيارات الفكر الإنجليزي.

ويظهر مثل هذا الميل في مذهب ماكنزي في الأخلاق، الذي عرضه بدقة وبالتفصيل في كتاب موجز رائع، فهذا المذهب، في صورته الأصلية، يرفض النزعة الشكلية الصارمة عند كانت، ويدعو إلى المثل الأخلاقي الأعلى بوصفه تحقيق الذات العاقلة، وينظر إلى فكرة الخير على أنها أعلى القيم كلها. وتلك بطبيعة الحال هي الأفكار الأخلاقية الرئيسية في المدرسة الهيجلية التي هي أقدم عهدا، غير أن الأخلاق عند ماكنزي قد طرأ عليها فيما بعد، بتأثير ج. أ. مور

G. E. Moore

وآخرين، تغيير ملحوظ، ابتعد بها عن نقطة بدايتها، فلم يعد الخير في نظره هو القيمة العليا، وإنما أصبح مجرد قيمة واحدة ضمن قيم أخرى، شأنه شأن الحق والجمال، بل لقد أصبح ماكنزي ميالا إلى إعطاء المكانة العليا للجمال، وذلك نتيجة لميله المتزايد إلى تحقيق الاكتمال في مذهبه، ولرغبة جمالية في صياغة جميع المشكلات الفلسفية في نظام كامل.

ولقد كرس ماكنزي كتابين كاملين للفلسفة الاجتماعية، وكانت فكرته الرئيسية هي التعاون الخلاق بوصفه أهم أساس للحياة الاجتماعية في كل صورها، وقهر النوازع الحيوانية في تركيبنا، وتنمية طبيعتنا العقلية والروحية، وتناظر ذلك ثلاثة أوجه أو وظائف للدولة، هي الاقتصادية، والسياسية أو التشريعية، والتعليمية أو الروحية. ولقد كان ماكنزي متأثرا في هذا بفكرة شتينر

ناپیژندل شوی مخ