انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
ژانرونه
للوعي أو مشتقاتها، وإنما هي حقائق أولية ضرورية ذات صحة شاملة، تكون لنا بها بصيرة مباشرة تضفي على هذه الموضوعات وضوحا ذاتيا. وهكذا تؤدي فكرة وورد الأساسية هذه إلى تأكيده أن كل معرفة بشرية لا تبدأ بالتجربة، وإنما تبدأ بحقائق معينة واضحة بذاتها. ومن ثم فهي حقائق موثوق فيها على نحو مطلق، يمكن إدراكها مباشرة، ويكون يقينها كامنا فيها هي ذاتها، وليس مستمدا من أي شيء غيرها. فكل ما تعلن ملكات المعرفة البشرية أنه يقيني على نحو لا يتطرق إليه الشك، يعرف لذلك منذ البداية على أنه ذو صحة مطلقة، واليقين الذاتي هو المعيار الذي نقيس به الحقيقة الموضوعية. ومهما كانت الطرق الأخرى التي نتمكن بها من بلوغ المعرفة، سواء أكانت هذه الطرق تجربة أم ملاحظة أم استنباطات منطقية أم أية طريقة غيرها، فإن المعرفة الحدسية تكون على الدوام مفترضة مقدما، وهي تمثل تمهيدا لا غناء عنه. وبهذه الحقائق التي تعرف على هذا القدر من الوضوح كان وورد يشيد حصنا ضد هجمات التجريبية السائدة عندئذ، لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي شيده فلاسفة المدرسة الاسكتلندية، بل إن مذهبه قد احتل بالفعل مكانته في التيار الفكري الحدسي القوي الذي أخذت تتجمع وتتلاقى فيه القوى المعارضة للمذهب التجريبي، دون أن تكون مع ذلك جبهة واحدة مشتركة، وذلك قبل ظهور الحركة المثالية (بل وبعد ظهورها في بعض الحالات). وعلى أية حال فإنا نجد، في هذا الصدد، تقاربا باطنا بين مفكرين من المدرسة الاسكتلندية (مثل هاملتن ومانسل وماكوش) وبين مفكري حركة أكسفورد (مثل نيومان وورد)، وتلك الجماعات الأخرى التي كانت أهمها جماعة مارتينو.
على أن المعارض بين المذهبين التجريبي والحدسي أكثر من مجرد نزاع على نظرية المعرفة. فلو تأملناه من منظور أوسع؛ لوجدناه قائما على التقابل الفلسفي البعيد الأثر بين مذهب الألوهية
Theism
والاتجاه المضاد لمذهب الألوهية
Anti-Theism ؛ ذلك لأن إقامة مذهب الألوهية، الذي كان هو موضوع الاهتمام الرئيسي لوورد، والذي لم يكن يقصد من نظريته الحدسية في المعرفة إلا أن تكون تمهيدا له، كان يعني بالمثل خصومة عنيفة ضد الاتجاه إلى عدم الاكتراث بالدين لدى الشكاك واللاأدريين، الذين كان معظمهم يرجعون في الأصل إلى المعسكر التجريبي. وهكذا وقف يناضل ضد صبغ الفلسفة بصبغة دنيوية، وهو الاتجاه الذي رأى أن المذهب التجريبي مسئول عنه أساسا، ورأى في مقابل ذلك أن المهمة الحقيقية والأهم الملقاة على عاتق الفلسفة، هي إثبات الدين وإقراره. وهكذا فلم يكن لجميع الجهود التي بذلها في الميدان النظري من هدف في رأيه إلا تبرير إيمانه الديني آخر الأمر. وأهم ركن في هذا الإيمان هو الإيمان بإله مشخص على النحو الذي قالت به التعاليم المسيحية (أي العقيدة الكاثوليكية). وقد كانت براهين وورد الفلسفية على وجود الله متفقة أساسا مع براهين غيره من المفكرين الكاثوليك مثل نيومان، ول. أولى-لابرين
L. Ollé-Laprune ، وي. كلويتجن
J. Kleutgen
الذين تأثر بهم تأثرا دائما. ولقد أكد مثلهم بوجه خاص الحجة الأخلاقية وجعلها الأساس الرئيسي لدفاعه عن الدين، غير أنه لم يتمكن - من الوجهة النظرية البحتة - من إيجاد مكان لوجود الله في فلسفته، من غير أن يخالف سائر مبادئ تفكيره، إلا بقدر ما رأى في حقيقة وجود الله واحدة من تلك الحقائق الأولية التي تنطوي في ذاتها على يقين مطلق؛ نظرا إلى وضوحها الذاتي، فوجود الله لا تضمنه حقائق التجربة ولا البراهين المنطقية، وإنما تضمنه البصيرة المباشرة فحسب.
وأخيرا فإن مبدأ الحدس يظل بدوره محفوظا عندما يطبق على الأخلاق. والواقع أن آراء وورد في هذا الموضوع، وإن كانت هي النتيجة الطبيعية لمقدماته الخاصة في نظرية المعرفة، لم تجد التعبير الواضح عنها إلا قرب نهاية حياته، عندما عرف آراء «أولى-لابرين»، أبي الحركة «التجديدية
Modernist » الذي تأثر وورد تأثرا عميقا ببحثه «في اليقين الأخلاقي
ناپیژندل شوی مخ