انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)

فؤاد زكریا d. 1431 AH
104

انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

ژانرونه

ومن المؤكد أن جون هنري نيومان

J. H. Newman (1801-1890) ينتمي إلى طليعة القادة والرواد العقليين الإنجليز في القرن التاسع عشر، ولا ترجع مكانته السامية إلى قوة شخصيته وطبيعته الفريدة وسمو ذهنه فحسب، بل ترجع أيضا إلى رحابة أفقه العقلي، واتساع نطاق علمه، وعمق تفكيره، والأهم من ذلك، إلى إيمانه القوي العميق التأصل الذي أسهم فيه، بنصيب متكافئ، شعوره الإنساني الرفيع ومواهبه العقلية الضخمة. ولقد تركزت فيه الطاقات الروحية للحركة الإنجليزية الكاثوليكية، التي أصبح هو ذاته، بمضي الوقت، أقوى داعية لها، وإن لم يكن هو الذي أسسها. غير أن نطاق تأثيره قد امتد أبعد من هذه الحركة كثيرا، بحيث شمل مجالات في الفكر وفي الحياة الدينية لا تشترك مع هذه الحركة في شيء، فنيومان هو أكبر داعية لمذهب الروم الكاثوليك عرفته إنجلترا منذ الانقسام بين الكنائس، ولقد بذل جهدا يفوق ما بذله أي شخص قبله في الكشف للعالم الإنجليزي عن أمجاد هذه الكنيسة وعظمتها، وعن إيمانها وتراثها، وعقائدها ونظمها، وحياتها الباطنة فضلا عن الظاهرة؛ بحيث استطاع أن يشعر الناس بروحها وهي تنبض بالحياة. كل ذلك راجع إلى أن إيمانه لم يكن مجرد تعاليم تلقن، وإنما كان حياة تحيا، ولأنه هو ذاته كان تجسدا منظورا، يراه القاصي والداني، لتلك الرسالة التي دفعه إحساسه الباطن بالواجب الملقى على عاتقه إلى أن ينقلها إلى عصره. ولقد كانت الشخصية الوحيدة التي تناظره، والتي ظهرت في عصر متأخر، هي شخصية ف. فون هوجل

F. Von Hügel ، الذي كانت له رسالة مماثلة يؤديها في إنجلترا في القرن الماضي، وإن لم تكن له سلطة سلفه العظيم واتساع نطاق نفوذه.

ورغم أن فلسفة نيومان - بقدر ما يمكن استخلاصها من بقية أعماله - هي قبل كل شيء تلخيص لإيمانه الديني وتبرير له، فإنها لا تقتصر على ذلك، وإنما هي أيضا مظهر نزوع أصيل إلى المعرفة، وحضور ذهن رائع، كانا من المميزات الأساسية لطبيعته. فهو لم يكتف بإعلان الإيمان الذي كان يتملكه من البداية إلى النهاية، وإنما كان يهمه بنفس القدر أن يثبت هذا الإيمان ويدعمه نظريا. وهو لم يعمل، من أجل تحقيق هذه الغاية، على الرجوع إلى الفلسفة المدرسية وتجديدها كما قد يتوقع المرء، بل لقد كان تركيبه الذهني بأسره بعيدا كل البعد عن المدرسية، التي كانت نقط التقائه معها تقل بكثير عن نقط اختلافه معها، بحيث إن من الخطأ تماما الربط بين مذهبه وبين الحركة المدرسية الجديدة، أو الإشارة إليه - كما فعل الكثيرون - وكأنه سلف لهذه الحركة؛ فمذهبه إنما هو تركيب لا يحمل أي طابع نيومان نفسه، وهو طابع ترجع جذور محتواه الديني إلى تعاليم آباء الكنيسة أكثر مما ترجع إلى مذهب توما الأكويني، كما ترجع جذور نظريته إلى التراث الإنجليزي (الذي هو أيضا التراث التقليدي).

ولا تؤلف كتابات نيومان الفلسفية إلا جزءا صغيرا نسبيا من إنتاجه الأدبي الضخم،

1

وأهم هذه الكتابات هي، «بحث في تطور المذهب المسيحي

An Essay on The Development of Christian Doctriue » (1845) و«بحث للوصول إلى قواعد التصديق

An Essay in Aid of a grammar of Assent » (1870)، ويمكننا أن نضيف إلى هذين كتاب «فكرة الجامعة

The Idea of a University » (1852)، وإن لم يكن لهذا الكتاب، الذي يعرض فيه نيومان برنامجه في التعليم الجامعي، غرض فلسفي على التخصيص، ولنضف إلى ذلك بعض مواعظه الدينية في الجامعة، ومؤلفه المشهور «دفاع عن حياتي الذاتية

ناپیژندل شوی مخ