هندي فلسفه: لنډه مخکېنۍ
الفلسفة الهندية: مقدمة قصيرة جدا
ژانرونه
إيشفاراكريشنا يدون سانكيا الكلاسيكية في كتاباته «سانكيا كاريكا». والبشر محكوم عليهم بالميلاد المتكرر؛ لأنهم لا يدركون أن ما يعتبرونه وعيا هو لاوعي، وأن الوعي يكمن فقط في «الذوات» (بوروشا) المنفصلة وجوديا وغير النشطة. والهدف هو اكتساب البصيرة في هذه الثنائية.
تمثل دارشانا اليوجا الكلاسيكية في نص يعرف باسم «سوترات اليوجا». وتنسب هذه السوترات عادة إلى رجل باسم باتانياجالي، وفي واقع الأمر، فإن مؤلف «سوترات اليوجا» غير معروف. وعلى أية حال يوجد العديد من الأشخاص الذين كانوا يحملون اسم باتانياجالي (من بينهم عالم النحو المذكور في الفصل الرابع)، ويضم النص منهج يوجا شاملا. وفي واقع الأمر، يبدو أن المنهج كان الهدف الأساسي للنص، وقد تضمن إشارات إلى الوجودية التي تعتنقها هذه الفلسفة فقط من أجل تبرير أو تفسير غرض ونظام المنهج. وعلى الرغم من أن اهتمام اليوجا الكلاسيكية بموضوعات مشابهة وتفاصيل مماثلة، فتقريبا لم ترد في النص أية إشارة لأنظمة الفكر الأخرى، ولو كان أنصار اليوجا الكلاسيكية قد دخلوا في جدل مع الآخرين، فالنص لا يسجل تلك المواجهات. إن النص في المقام الأول هو كتيب إرشادات عن ممارسة اليوجا، وبلا شك فقد توصل إلى المعايير والصيغ المختلفة للممارسة من داخل تقليد ممارسة طويل على النقيض من الجدل. فالأفكار الفلسفية المجردة تعد أقل إثارة لاهتمام ممارسي اليوجا مقارنة بالرؤى التأملية، وتعد الكفاءة في الممارسة أهم بالنسبة لهم من إقناع الآخرين. وربما تعد هذه الدارشانا أكثر من غيرها مثالا على أن «الفلسفة» الهندية جزء من تقليد كان هدفه وغرضه الأساسي الحصول على الخلاص.
هدف اليوجا الكلاسيكية
تستهل سوترات اليوجا بذكر هدفها فتقول:
والآن مع تفسير اليوجا: اليوجا هي إيقاف كل أنشطة العقل («شيتا فريتي نيرودا»: إيقاف نشاط العقل). «يوجا سوترا»، المجلد 1
أنشطة العقل («شيتا فريتي») لها أنواع كثيرة مختلفة تندرج تحت فئات عامة؛ هي: المعارف الصحيحة، والمفاهيم الخاطئة، والتصورات، والنوم والذاكرة. ووسيلة معرفة المعارف الصحيحة هي الإدراك الحسي، والاستنباط، وشهادة التقليد. والمفاهيم الخاطئة هي معارف غير صحيحة، غير مبنية على أي حقيقة واقعية. والتصورات هي معارف مبنية فقط على أنشطة ذهنية مجردة، ويمكن القول إنها الميل إلى تصور الحقيقة فقط من خلال «تجسيد الألفاظ». وهذا الأمر يتداخل بشدة مع رؤية الحقيقة كما هي في واقع الأمر. والنوم أيضا له نشاطه الذهني الخاص به، والذاكرة هي أن نحمل معنا كل ما شهدناه، وتتضمن قدرا أكبر من النشاط الذهني. ويتحقق إيقاف كل هذه الأنشطة من خلال ممارسة اليوجا والانفصال (أي السيطرة)؛ فالتجارب والحالات الذهنية من قبيل المرض والشك واللامبالاة والكسل والزيف والفشل وعدم الاستقرار كلها تشتت الوعي وتشكل عوائق أمام تحقيق إيقاف أنشطة العقل، ويصاحب الألم والاكتئاب وارتعاش الأطراف وسوء التنفس تلك العقبات. والطريق للتخلص من هذه العقبات يكمن في تركيز الذهن على شيء واحد، وممارسة النظر للخارج (أي عدم التركيز على الذات بالمعنى الأناني) واللطف تجاه الآخرين، والتنفس السليم، والرزانة العقلية. (هذا التفسير معادة صياغته من «يوجا سوترا»، المجلد 1.)
من هنا يمكن أن نرى أن مؤلف النص ينفي أن الحقيقة المطلقة مرتبة بالطريقة التي ندركها بها تبعا لتجربة العالم الظاهر. والأنشطة الذهنية في العموم تخلق مشتتات تشوه على نحو بالغ الإدراك الواضح للحقيقة وتصرفنا بعيدا عنه. ويدعم منهجية اليوجا ذلك الهدف المتمثل في التفريق بين أن «الناظر» الحقيقي أو «الذات» الحقيقية، المعروفة في هذا النظام باسم «بوروشا»، منفصل تماما عن العالم «المرئي» أو «الظاهر» الذي يعرف باسم «براكريتي». وإلى حين تحقق ذلك التفريق يعتقد كل شخص على نحو خاطئ أن «الناظر»، حيث يكمن الوعي، يعد جزءا من الظاهر. إننا نخلط بين «ذاتنا» الظاهرة غير الواعية وبين «ذاتنا العليا»، في حين أن الذات العليا مختلفة تماما؛ فالعالم الظاهر هو عالم نشاط غير واع، والوعي ينتمي إلى ذوات «بوروشا»، وهي أيضا ذوات خاملة. إن «الربط» بين بوروشا وبراكريتي هو ما يسبب الوهم؛ والتفريق الذي يحدث عند إيقاف أنشطة الذهن المشتتة، يؤدي إلى انفصالها. وبهذه الطريقة تتحرر الذات الحقيقية من أسر الميلاد المتكرر، الذي يستمر ما استمر ذلك الربط قائما. إن الذات الحقيقية (بوروشا) هي تلك الحقيقة العليا و«الأصدق»، وإدراك هذه الحقيقة هو «الصالح الأعلى» الذي يمكن لكل البشر أن يطمحوا إلى تحقيقه. ومعرفة الطبيعة الحقيقية للذات وحقيقة البوروشا الجوهرية للمرء هي الاهتمام المحوري «لسوترات اليوجا». وعلى الرغم من جهلنا بالمكان الذي يكمن فيه الوعي، فإن اليوجا الكلاسيكية ترى أن العالم الظاهر ليس حقيقيا. إن براكريتي - العالم الظاهر - موجود على نحو مستقل من الناحية الوجودية، كما هو الحال مع الذوات. إلا أن براكريتي هو عالم التشتت عن الحالة الحقيقية و«الأعلى» للأشياء، وعالم عبودية الميلاد المتكرر؛ ولذلك فالهدف هو التفريق بين الذاتية وبين براكريتي. وممارسة الشخص المضلل لليوجا ضرورية لسببين؛ أولا: يحدث الجهل فقط على المستوى الظاهري. ثانيا: في المستوى الظاهري يحدث التفريق. ونظرا لأن بوروشا خاملة فإنها لا تفعل شيئا ولا تستطيع فعل شيء؛ لأن دورها هو دور الشاهد فحسب.
إيشفارا - الإله - في اليوجا الكلاسيكية
تخبرنا اليوجا سوترا الموجودة في المجلد الأول بأن هدف التفريق يمكن أيضا تحقيقه من خلال «عبادة الإله (إيشفارا)». ويقال عن هذا الإله إنه «بوروشا مميزة»، لا يتأثر بأنشطة الكارما، عليم بكل شيء، ومعلم الحكماء القدماء. أما ما تعنيه هذه الآيات بالضبط فهو أمر غير واضح، ولطالما ثار الخلاف بين الأكاديميين حول مكانة هذا الإله؛ فهل هو كيان متسام على نحو يمنح اليوجا الكلاسيكية جانبا إيمانيا؟ هل تشير الآيات إلى حقيقة أن منهج اليوجا الكلاسيكية سار على خطاه أتباع من طوائف دينية؟ هل إيشفارا نموذج مجرد؟ هل توضح الآيات على نحو ميتافيزيقي ما سيجده كل فرد إذا «نظر داخل نفسه»؛ لأن بوروشا كل شخص هي «إلهه»؟ في التقاليد الدينية الهندية يمكن أن يعني التعبد في بعض الأحيان «الإصرار على تحقيق الهدف» وليس «العبادة»؛ ولذلك ليس بالضرورة أن يكون معنى التعبير في هذا الصدد هو عبادة إله فعلي معين.
تتضمن معظم «سوترات اليوجا» معلومات وصفية عن الحالات الذهنية المختلفة، والطرق المختلفة للسيطرة على الأنشطة الذهنية، والمستويات المختلفة لاكتساب تلك الحالات الذهنية، والأمور التي تسهم في إيقاف هذه الأنشطة والأمور التي لا تسهم في إيقافها، وهكذا. وتتحدث بعض هذه المعلومات عن طريقة إدراك الذات، باعتبارها «الذات» المزيفة في مستوى براكريتي الظاهري، وكذلك باعتبارها بوروشا العليا المميزة عن الذات الظاهرية. وكثير من هذه المعلومات معلومات تقنية في سياقها، ولا تعني الكثير للأشخاص الذين ليس لديهم خبرة في الحالات التأملية. وقد وصف أحد الأكاديميين الغربيين المتخصصين في اليوجا الكلاسيكية هذه السوترات بأنها: «في المقام الأول خرائط مفيدة لعملية الرحلة الداخلية»، فهي توضح على نحو تفصيلي أن النص لا يمثل في الأساس موقفا فلسفيا أو وجوديا واضحا، بل هو سرد لممارسات تأملية من خلالها يمكن السيطرة على كافة الأنشطة الذهنية التي تعيق التمييز بين الذات الظاهرية والذات العليا الحقيقية.
ناپیژندل شوی مخ