فلسفه ډولونه او مسایل یې

فؤاد زكریا d. 1431 AH
142

فلسفه ډولونه او مسایل یې

الفلسفة أنواعها ومشكلاتها

ژانرونه

أما الاعتراض الثاني الذي يثار أحيانا ضد حياة التأمل؛ ففيه يتهم أرسطو بأنه يدافع عن معيار أرستقراطي مترفع، لا يمكن أن يصل إليه إلا الشخص المثقف الذي يتمتع بموارد اقتصادية وفيرة. وهذه التهمة تتصف بشيء من الصحة؛ إذ إن من المؤكد أن أرسطو يعترف بأن الشخص الذي تتوافر لديه قدرة معينة على ممارسة التفكير المجرد المنزه هو وحده الذي يصل إلى حالة السعادة هذه. وهو يذكر صراحة أن «الحياة وفقا للعقل» هي بالنسبة إلى معظم الناس تلك الحياة التي يستخدم فيها العقل أساسا لكبح الجانب الشهواني من طبيعتنا. وهو بعبارة أخرى يعترف بأنه يهتم بأرفع ما في الإنسان من حيث هو نوع، لا بما هو أرفع في كل إنسان فردي. فإن كانت هذه أرستقراطية، فتلك هي أرستقراطية العقل وحده.

إمكان تحقيق المثل الأعلى عند أرسطو : كان من الممكن أن تكون التهمة القائلة إن تحقيق هذه الطريقة في الحياة يحتاج إلى دخل مستقل، صحيحة إلى حد بعيد في أيام أرسطو. ولكنه مع ذلك ينكر صراحة أنه لا بد من أي شيء أكثر من دخل محدود - أعني دخلا يكفي فقط لإتاحة وقت معقول من الفراغ لنا. أما في أيامنا هذه، فقد أتاحت التكنولوجيا هذا الفراغ لجزء كبير من الناس، وتدل الدلائل على أنها ستتخذ في المستقبل للناس جميعا. وإذن فعلى الرغم من أن المثل الأعلى للسعادة البشرية عند أرسطو ربما كان ينطوي على «إحساس طبقي» في الوقت الذي صيغ فيه، فإن هذه الصفة المعيبة تختفي بسرعة. وقد يشهد الأشخاص الذين هم أحياء في وقتنا هذا، ذلك اليوم الذي يتمكن فيه الناس جميعا، بقدر ما تسمح لهم مقدرتهم واتجاهاتهم، من تحقيق نمط «الحياة الخيرة» هذا.

تلخيص : يحسن بنا تلخيص هذا الفصل بإيجاز؛ إذ إن ما ذكرناه فيه من أسماء ووجهات نظر عديدة يجعل الخلط بينها يسيرا، بل مرجحا.

لقد بدأنا بالتمييز بين نوعين من مذهب اللذة، النوع النفسي والنوع الأخلاقي. وبعد عرض الحجج المؤيدة للموقف النفسي والمعارضة له، انتهينا إلى أن المذهب ربما كان أبسط من أن يكون مقنعا، وهذا هو علة رفض علم النفس الحديث له. أما مذهب اللذة الأخلاقي فقد رأيناه حيا إلى حد بعيد، وما زال أنصاره العديدون يكونون مدرسة من المدارس الرئيسية في الفكر الأخلاقي. وقد ناقشنا أربعة أمثلة لمذهب اللذة، اثنين من الفلسفة القديمة واثنين من الحديثة. فمذهبا أريستيبوس وأبيقور يمثلان معا مذهب اللذة الفردي أو «الأناني». وكلاهما ينظر إلى اللذة على أنها الخير الأوحد، ولكن بينما أريستيبوس يؤمن بنظرية ساذجة لا تقدر إلا شدة اللذة، فإن أبيقور يرتقي بهذا المذهب فيؤكد عنصري الدوام والثمن (من حيث الطاقة المبذولة والألم أو رد الفعل السيئ الناجم عنها). وهذا يؤدي إلى امتداح اللذات الاجتماعية والعقلية أكثر من اللذات البدنية، كما أنه يشيد بوجه خاص بالمتع التي تجلبها الصداقة والفلسفة. كما لاحظنا أنه بينما أريستيبوس يتخذ موقفا إيجابيا واضحا من اللذة، فإن مذهب أبيقور هو في أساسه سلبي من حيث إنه ينظر إلى الخير الأسمى أنه التحرر من الألم أو الحزن.

ويمثل مذهب المنفعة عند بنتام تغيرا رئيسيا في داخل مذهب اللذة؛ إذ إنه يتعلق بالسعادة الاجتماعية أو الخير العام، لا باللذة الشخصية وحدها. ومع ذلك فإن هذا التغير لا يمثل إلا إضافة إلى المذهب السابق، الذي يحاول بنتام أن يجعله أدق عن طريق وضع صيغة حساب للذات، نزن فيه العناصر الإيجابية (كالشدة والمدة واليقين والانتشار الجماعي إلخ) في مقابل العناصر السلبية، لكي نحدد قيمة أي فعل أو موقف. ومع ذلك فلعل أعظم فضل يرجع إلى بنتام كان تأكيده أن من الواجب تقويم الأشياء على أساس السعادة البشرية، لا على أساس اتفاقها مع مثل أعلى نظري أو علوي أو ديني معين.

أما مل فقد أدخل على مذهب اللذة عاملا جديدا كل الجدة، بل ربما كان عاملا فيه «هرطقة» (من وجهة نظر المذهب)، وذلك إذ جعل من نوع اللذة (أو كيفها) عنصرا في تحديد قيمتها، على حين أن جميع المفكرين السابقين المنتمين إلى هذه المدرسة قد تمسكوا بمعيار كمي خالص في تقويم اللذات البشرية.

وفي النصف الثاني من هذا الفصل تناولنا مختلف الانتقادات الموجهة إلى مذهب اللذة (وردود الأفعال على هذا المذهب ). فبحثنا أولا الاعتراضات الأساسية التي توجه إلى المذهب في صورته العامة. وكان هناك اعتراضان بارزان على نحو خاص، هما القائلان إن النظرية (أ) غير جديرة بأسمى طبيعة للإنسان (ب) وغير كافية بوصفها معيارا أخلاقيا. أما أول هذين الاعتراضين فكان الرد عليه سهلا؛ إذ إنه يبدأ بحثه عن «الخير» بفكرة سابقة عما ينبغي أن يكون عليه الخير. أما تهمة عدم الكفاية فأخطر بكثير، وقد ناقشناها بطريق غير مباشر عندما قدمنا تحليلا كاملا للفلسفتين الرئيسيتين المضادتين لمذهب اللذة، وهما: المذهب الشكلي، ومذهب الكمال (أو تحقيق الذات).

وقد عرض المذهب الشكلي، أساسا، من خلال دراسة الأخلاق الكانتية؛ إذ إن «كانت» دون شك أبرز ممثل لهذه المدرسة. ولاحظنا أن صاحب المذهب الشكلي يبحث عن سلطة أخلاقية معينة تحل محل الإيمان المسيحي بإرادة عليا لإله واحد تعد مصدرا لهذه السلطة، وهو الإيمان الذي بدأت تتداعى قوته. كما لاحظنا القواعد الأولية (القبلية) والأمر المطلق، وكلها مبادئ وضعها كانت لتحل محل السلطة الدينية الملزمة، وبحثنا في عناصر القوة في أي مذهب أخلاقي مبني على هذه الأسس الشكلية، وكذلك في الحدود التي لا يتعداها مثل هذا المذهب.

أما مذهب الكمال أو «تحقيق الذات» بوصفه الخير الأسمى فيتخذ لنفسه مثلا أعلى من اكتمال الشخصية. ويتم ذلك عن طريق تحقيق كل الممكنات أو القدرات الموجودة لدى كل فرد إلى أقصى درجة ممكنة. ومع ذلك فلما لم يكن من الممكن أن يكون ذلك مثلا أعلى نظريا (نظرا إلى قصر عمر الإنسان)، فإن المدارس المختلفة لمذهب الكمال تختار فئات أو مستويات معينة من المقدرة البشرية بوصفها الأكثر دلالة، وتجعل لما يتبقى مكانة ثانوية. وهكذا فإن أقوى هذه المذاهب الفرعية تأثيرا، وهو مذهب «الكمال المثالي» يؤكد القيم فوق العضوية، ويصل في ذلك أحيانا إلى حد الاستهانة بتحقيق الممكنات الجسمية. أما «مذهب الكمال الطبيعي» فيؤكد، على عكس ذلك، أن الهدف هو التكيف مع البيئة أو التكيف البيولوجي.

ويعد تفكير أرسطو الأخلاقي مثلا قديما لنظرية تحقيق الذات، ولكنه مثل ما زال له تأثيره. فهنا يكون الخير الأسمى في الممارسة الحرة لذلك النشاط الذي هو المميز بحق لأي نوع بعينه وهو في حالة الإنسان، النشاط العقلي، ما دامت حياتنا الفعلية هي التي تميز البشرية من بقية النظام الحيواني أوضح تمييز. وعلى الرغم من أن من الممكن ممارسة هذا التفكير العقلي على أنحاء شتى، فإن أرسطو يرى أنه يحقق على ممكناته في النشاط التأملي الفكري الذي يتمثل بأوضح صورة في الفلسفة.

ناپیژندل شوی مخ