الباب الثاني عشر فيما يدفع سائر الهوام
الباب الثالث عشر فيما ينفع من الرقى والادوية المفردة لدفع السموم مطلقا يحتاجه الفلاح جدا والله اعلم
الباب الرابع عشر فى سماع القثا والفواكه والثياب
الباب الخامس عشر فى سماع الغنا والاشعار من الفلاحين عند سياق السانية فاقول وبالله تعالى التوفيق
ᵒ ᵒ الباب الاول ᵒ ᵒ فى الاستلال على وجود الماء فى الارض المخيله بالنظر الى ظاهرها والاستدلال بمنابت تظهر على وجه الارض لا يجوز ظهورها وهي بالقرب من ماء تحتها
فاقول اعلم ان الجبال فيها مياه باطنه يظهر على سفوحها ندى بين يوجد باللمس باليد ويرى بالعين وخاصة فى اول ساعة من النهار واخر ساعة منه فان ظواهر تلك الجبال ترى كان على وجهها عرقا وندى فمتى اردت اليقين بذلك فخذ شيئا من تراب سحيق فغبر به وجه تلك الحجارة اعني حجارة الجبال وانظر الى العشى ان رايت ذلك الغبار قد تندى ففى ذلك الجبل ماء كامن وعلى قدر كثرة الماء وقربه يكون كثرة الندى وان كان بعيدا او قليلا كان ذلك الندى قليلا ضعيفا وقد يستدل على كون المياه في اغوار الجبال بالسمع بالاذان فان الماء اذا كان كامنا كان له دوى اذا كان متوسطا او كثيرا ثم ان كان ذلك الدوى دائما على حال واحد لا يختلف فهو صوت ماء وان اختلف فهو صوت ريح ان كان له منانق وقد يستدل على الماء من سطح الارض وهو ان ينظر الى وجه الارض فان كان صويتها (؟) انها ارض سمينة دسمة التربة سوداء اللون او شديدة الغبرة لزجة فى المجىء اذا اصابها ادنى ماء فاعلم انها ارض ماء وان الماء فى غورها وعمقها كثير وقد يستدل على الماء فى غور الارض من حيث قلته وكثرته او عدمه من طعم التربة اعنى تربة الارض فان كان طعمها عديم المرار والملوحة وطعمها تفها فاقض عليها انها ريانة ذات ماء فان كانت الارض لزجة رخوة سودا الدسم واذا عجنت شيئا من ترابها يكون فيه صمغة فهي ارض ريانة فيها ماء كثير وقد يستدل على ذلك بالنبت الكائن على الارض ومنه الحمئة والنبات المسمى بالخبازي والعوشج الصغير فهذه تنبت فى الاراضي الندية القوية الماء من سطحها ومن ادل النبات على قرب الماء النبات المسمى بلسان الثور واما الحبق البرنى فانما ينبت على ماء قريب جدا واصناف القصب لا تنبت الا على ماء كثير طاهر دائم وكذا البابونج وقد يستدل على ذلك برائحة التراب وذلك ان التراب اذا كان بينه وبين الماء فى غور الارض اذرع يسيرة كان ريحه مثل ريح الطين المستخرج من السواقي والانهار الدائمة تجف على جفافها فان له رائحة غير رائحة التراب القشف الدائم الجفاف وهذا انما يعرف بالدراية وينبغي ان يديم الطالب الطلب لذلك ثم هذا وهذا والفرق بينهما وقد يستدل على ذلك(؟) بالطعم ايضا وذلك ان تحفر مقدار عمق ذراع واحد من الارض ثم تاخذ من التربة التي فى عمق تلك الحفرة فتذوقه وتتطعمه فان كان يضرب الى مرارة فالارض عديمة الماء وكذا ان ضرب الى عفوصة وكذا ان ضرب الى ملوحة حادة وان ضرب الى ملوحة خفيفة عذبة فهي اقرب قليلا وان كان يضرب الطعم لا طعم له فالماء فيها قريب وان يضرب الى التفاهة فالماء من سطحها قريب ولينبغى ان يعمل من النحاس او من الاسرب والخزف اناء كهيئة نصف دائرة كرة تسع احدى وعشرين رطلا من ماء الى تسعة ارطال وتجعل فى قعرها قطعة شمع مذاب ويلصق بذلك الشمع صوفه الصاقا جيدا وان الصقته بالزفت كان اولى ولتكن الصوفة بيضا منقوشة وامسح حيطان الآلة من داخلها بالزيت الشامى الجيد ثم كب هذه الآلة على حرفها فى جوف الحفيرة التى حفرت ثم الق التراب على هذه الآلة وطمها فى الحفيرة جدا واتركها يوما وليلة ثم انبش التراب عنها اخر الليل قبل طلوع الشمس واخرجها وانظر الى الصوفة فان وجدتها مبتلة قد عرقت وترطبت فاستدل بذلك على ان المكان في تلك الارض ذا ماء غزير او قليل بحسب ما تجد من كثرة البلل وقلته والا فاعلم ان تلك الارض ليس فيها ماء قال ابو بكر بن على بن قيس العيسى المعروف بابن وحشية فى كتاب الفلاحة النبطية الذى الفه سنة ٢٩١ واملاه على بن ابى طالب احمد بن الحسين بن على بن احمد بن عبد الملك الزيان وقد طالعت ذلك الكتاب من اوله الى اخره وهو كتاب لم يؤلف مثله فى هذا الفن بسيط جدا مقدار القاموس او اكبر انه قد يستدل على وجود الماء وعدمه بالاسفنج وذلك ان يؤخذ ويدهن بالزيت ويعلق في حفيره مستديرة صحيحة الاستدارة سعة داخل استدارتها ذراع ونصف وعمقها اربعة اذرع وتعلق فى اى موضع احببت ان تعرف هل فيه اولا من الشقوق الموجودة في الاودية وليكن تعليقها نصف النهار ثم يغطى الاسفنج بشئ اى شيئ كان ويترك ليلة ثم ينظر اليه قبل الشمس ويلمس باليد فان كان نديا فتلك البقعة ذات ماء وان وجد الاسفنج كما وضعه فليعلم انها خالية
مخ ۵