فخري په سلطاني ادبونو او اسلامي هیوادونو کې

ابن تق تقه d. 709 AH
91

فخري په سلطاني ادبونو او اسلامي هیوادونو کې

الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية

پوهندوی

عبد القادر محمد مايو

خپرندوی

دار القلم العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت

والتحم القتال، فملك أصحاب عليّ- ﵇ الشّريعة، فأرادوا منع أصحاب معاوية- ﵁ فأرسل إليهم عليّ- ﵇ وقال خذوا حاجتكم من الماء ولا تمنعوهم منه. ودام على ذلك مدّة حتى كاد عسكر عليّ- ﵇ أن يغلبوا، وظهرت أمارات الفتح، فخاف عمرو بن العاص- ﵁ من الهلاك، فأشار على معاوية- ﵁ برفع المصاحف على الرّماح، والدعاء إلى ما فيها من أمر الله ﷿. فلما رفعت المصاحف فتر أكثر الناس عن الحرب، وجاءوا إلى أمير المؤمنين- ﵇ وقالوا: يا عليّ أجب إلى كتاب الله- ﷿ فو الله إن لم تفعل لنحملنّك كارها إلى معاوية- ﵁ أو لنفعلنّ بك كما فعلنا بابن عفّان- ﵁ فقال لهم عليّ- ﵇ يا قوم إنّها خدعة منهم، وإنّهم ليس فيهم من يعمل بهذه المصاحف. أو لستم على بينة من ربكم، فامضوا لشأنكم وقاتلوا عدوّكم. فلم يفعلوا وغلبوه، فأجاب إلى ترك القتال، ثم أرسل إلى معاوية- ﵁ رسولا يقول له: ما الّذي تريد برفع هذه المصاحف؟ قال: نحكّم منّا رجلا ومنكم رجلا، ونقسم على الرجلين أن ينصحا الأمّة ويعملا بما في كتاب الله- ﷿ وما لم يجداه في كتاب الله حملاه على السّنّة والجماعة، فأيّ شيء حكما به قبلناه. فتراضى الناس جميعا بذلك إلا أمير المؤمنين- ﵇ فإنه رضي كارها مغلوبا. ونفر يسير من بطائنه كالأشتر [١] وابن عبّاس [٢]﵃ وغيرهما. وانعقد الإجماع على تحكيم رجلين. فأما أهل الشأم: فاتفقوا على أن يكون الحكم من جهتهم عمرو ابن العاص- ﵁ داهية العرب. وأمّا أهل العراق: فطلبوا أبا موسى

[١] الأشتر: هو مالك بن الحارث النّخعيّ، أمير وقائد شجاع من أنصار علي بن أبي طالب. توفي/ ٣٧/ هـ. [٢] ابن عبّاس: هو عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب. ابن عم الرسول- ﵌، وملازمه كان محدّثا فقيها. شهد مع عليّ موقعتي الجمل وصفّين. توفي/ ٦٨/ هـ. انظر تفصيل ترجمته في الأعلام للزركلي المجلّد الرابع ص/ ٩٥/.

1 / 96