فخري په سلطاني ادبونو او اسلامي هیوادونو کې

ابن تق تقه d. 709 AH
100

فخري په سلطاني ادبونو او اسلامي هیوادونو کې

الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية

پوهندوی

عبد القادر محمد مايو

خپرندوی

دار القلم العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ - ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت

أريد حباءه [١] فيريد قتلي ... عذيرك [٢] من خليلك من مراد (وافر) وكان يقال له إذا جرى على لفظه مثل هذا: يا أمير المؤمنين: فلم لا تقتله؟ فيقول: كيف أقتل قاتلي؟ وهذا يدلّ على أنّ رسول الله ﷺ أعلمه بذلك في جملة ما أعلمه به. وممّا يؤكّد هذا ما روي عن أنس بن مالك [٣]﵁ قال: مرض عليّ- ﵇ فدخلت عليه أعوده وعنده أبو بكر وعمر- ﵄ فجلسنا عنده ساعة، فأتى رسول الله- صلوات الله عليه- فنظر في وجهه، فقال له أبو بكر- ﵁ يا نبيّ الله: إنّا نراه مائتا فقال: «لن يموت هذا الآن، ولن يموت حتّى يملأ غيظا ولن يموت إلا مقتولا» . وكان عليّ- ﵇ دائما يحسن إلى ابن ملجم لعنه الله. قالوا: فلما دخل شهر رمضان من سنة أربعين، كان عليّ- ﵇ يفطر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين، وليلة عند ابن أخيه عبد الله بن جعفر الطيّار ﵈، فإذا أكل لا يزيد على ثلاث لقم ويقول: إنّما هي ليلة أو ليلتان، ويأتي أمر الله وأنا خميص. فلم يمض إلا ليال قلائل حتّى قتل ﵇. وقيل: إنّه قتل في شهر ربيع الآخر. والأوّل أصحّ وهو المعوّل عليه. وأما كيفيّة قتله- ﵇: فهي أنه خرج من داره بالكوفة أوّل الفجر فجعل ينادي: الصلاة يرحمكم الله فضربه ابن ملجم- لعنه الله- بالسيف على أمّ رأسه وقال: الحكم للَّه لا لك يا عليّ، وصاح الناس وهرب ابن ملجم، فقال أمير المؤمنين. لا يفوتكم الرجل، فشد الناس عليه فأخذوه، واستناب عليّ- ﵇ في صلاة الصبح بعض أصحابه وأدخل داره فقال: أحضروا الرّجل

[١] حباءه: مراعاته وإكرامه. [٢] عذيرك: بلغت عذرك. [٣] أنس بن مالك: الخزرجي الأنصاري صاحب رسول الله ﵌ وخادمه. روى عنه الكثير من أحاديثه. لازم صحبة رسول الله إلى أن قبض فرحل إلى دمشق ثمّ إلى البصرة ومات فيها حوالي/ ٩٣/ هـ.

1 / 105