٣٧٣ قولهم بيننا وبينك مسافةٌ
قال الأصمعي وغيره: أصل المسافة: أن الطريق كان إذا أشكل وأرادوا أن يعرفوا قدره وبعده شموا تربته، فعرف العالم بالطريق المعاود للسفر بعده من قربه. ويقال: ساف يسوف سوفًا، واستاف استيافًا: إذا شم. وقال امرؤ القيس:
على لاحبٍ لا يُهتدى بمنارِه ... إذا سافَهُ العودُ الديافي جرْجَرا
والعود: الجميل المسن. ضغا خوفًا من بعده، وإنما جعله عودًا لأنه أعلم بالطريق. وقال رؤبة:
إذا الدليلُ استأف أخلاقَ الطُرُق
٣٧٤ قولهم ضغَا منِّي وهُوَ ضَغَّاءٌ
أصل الضغو في الكلب والثعلب إذا اشتد عليه أمرٌ عوى عواء ضعيفًا، فيقال: لذلك العُواء الضغو والضغاء. يقال: ضغا يضغو ضغوًا وضغاء، ثم كثر ذلك حتى جعل لكل من عجز عن شيء.
٣٧٥ قولهم الشحيحُ أعذرُ من الظالم
يقال: إن أول من قال ذلك عامر بن صعصعة. وكان جمع بنيه عند موته ليوصيهم فمكث طويلًا لا يتكلم، فاستحثه بعضهم، فقال: إليك يساقُ الحديث.