وأمره أن يميرهم ويكسوهم. فقال الحطيئة: العود أحمد. ثم خرج وهو يقول:
سُئلتَ فلمْ تبخل ولم تعطِ طائلًا ... فسيَّانِ لا ذمٌّ عليكَ ولا حمدُ
٣٤٦ قولهم ظَلُوم غَشُومٌ
الظلوم: الذي يأخذ ما ليس له. وأصل الظلمِ وضعُ الشيء في غير موضعه. والغشوم: الذي يخبِط الناس ويأخذ كل شيء. قال الفراء: وهو مأخوذ من غشم الحاطب، وهو أن يحتطب بالليل فيقطع كل ما يقدر عليه من الشجر بغير رؤية، وأنشد:
وقالتْ تجهَّز فاعشم الناسَ سائلًا ... كما يغشمُ الشَّجراء بالليلِ حاطبُ
٣٤٧ قولهم هو عَسُوف
قال الأصمعي وغيره: العسفُ: الأخذ على غير هدايةٍ بالجرأة والإقدام، ثم جعل ذلك لكل من أقدم على أخذ ما ليس له بعنفٍ وشدة. وأنشدنا الفراء لكثير عزة يصف ناقةً:
عسوفٌ بأجوازِ الفَلا حميرية ... مريشٌ بذئبان السَّبيبِ تليلُها