فدک په تاریخ کې
فدك في التاريخ
ژانرونه
وانطماس معالم الدين إذا كان الناس مستحقين للألطاف الألهية. وإذا لم يكونوا جديرين بها فمن الممكن انقطاع الاتصال بين السماء والأرض سواء أكان بنو العمومة صالحين أو لا، وسواء من الله عليه بذرية أو بقى عقيما. والاية الكريمة تدل على أن الباعث إلى الخوف في نفس زكريا إنما هو فساد الموالي لا فسا د الناس. (الثانية) عن طريق تفسير الموالي بالامراء، بمعنى أن زكريا خاف أن يلي بعد موته ا مراء ورؤساء يفسدون شيئا من الدين، فطلب من الله ولدا ينعم عليه بالنبوة والعلم ليبقى الدين محفوظا (1). ولنا أن نتساءل عما إذا كان هؤلاء الرؤساء الذين اشفق على الدين منهم، هم الأنبياء الذين يخلفونه أو أنهم أصحاب السلطان الزمني والحكم المنفصل عن السماء ؟ ولا خوف منهم على التقدير الأول إطلاقا لأنهم أنبياء معصومون. وأما إذا كانوا ملوكا فقد يخشى منهم على الدين. ولكن ينبغي أن نلاحظ أن وجود النبي حينئذ هل يمنعهم عن التلاعب في الشريعة والاستخفاف بالدستور الألهي أو لا ؟ فإن كان كافيا لو قاية الشريعة وصون كرامتها فلماذا خاف زكريا من اولئك الامراء ما دامت الألطاف الألهية قد ضمنت للنبوة الامتداد في تاريخ الأنسانية الواعية وخلود الاتصال بين الأرض والسماء ما بقيت الأرض أهلا للتثقيف السماوي ؟ وإن لم يكن وجود النبي كافيا تللحراسة المطلوبة فلا يرتفع الخوف من الحاكمين بوجود ولد لزكريا يرث عنه النبوة ما دام النبي قاصرا عن مقاومة القو ة الحاكمة، وما دام الامراء من الطراز المغشوش، مع أن الاية تدل على أن زكريا كان
---
(1) شرح نهج البلاغة / ابن أبي الحديد 16: 257 - 258.
--- [184]
مخ ۱۸۳