مباهلتهم فامتنعوا وصالحوا النبي
صلى الله عليه وسلم
فكتب لهم كتابا، فلما ولي أبو بكر أنفذ ذلك لهم، فلما ولي عمر أجلاهم واشترى منهم أموالهم».
وكان بنجران كعبة، قال ياقوت: «وكعبة نجران هذه - يقال - بيعة، بناها بنو عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة، وعظموها مضاهاة للكعبة وسموها كعبة نجران، وكان فيها أساقفة معتمون»، ويستظهر بعض الباحثين أنها كانت كعب للعرب تحج إليها قبل مجيء النصرانية، ثم اتخذها النصارى بعد انتشار النصرانية فيها.
وكان نصارى نجران - على ما يستظهر (أوليرى) - على مذهب اليعاقبة، وهذا يعلل اتصالهم بالحبشة (لأنهم كانوا يعاقبة أيضا) أكثر من اتصالهم بالرومان.
واشتهر بين العرب من رؤسائها قبل الإسلام قس بن ساعدة، ويذكر أدباء العرب أنه كان أسقف نجران، ويقطع «لامانس» - في كتابه عن يزيد - ببطلان ذلك ويذكر أنه لم يكن له صلة بنجران.
وقد أوقع ذو نواس بأهل نجران وقتلهم - كما ذكرنا ذلك عند الكلام على اليهودية - ويروي بعض المؤرخين أنه نزل في ذلك قوله تعالى:
قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود * وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ؛ وذلك بعيد؛ لأن كلا من اليهود والنصارى يؤمن بالله العزيز الحميد، وقد استنجد النصارى بالحبشة فأنجدوهم، وغزوا بلاد العرب سنة 522م ثم سنة 525م وهزموا ذا نواس، وأنشئوا مستعمرة حبشية على شاطئ البحر الأحمر، وحكموا تهامة واستمر حكمهم إلى سنة 575م حيث غزا الفرس بلاد اليمن واحتلوها وطردوا الحبشة منها، واستمرت النصرانية في نجران إلى عهد عمر فأجلاهم عنها وذهب أكثرهم إلى العراق.
وقد نشرت المسيحية تعاليمها بين العرب، وأوجدت فيهم من يميل إلى الرهبنة ويبني الأديرة ؛ فهم يحدثوننا أن حنظلة الطائي فارق قومه ونسك، وبنى ديرا بالقرب من شاطئ الفرات ، ويعرف هذا بدير حنظلة، وترهب فيه حتى مات، ويذكرون أن قس بن ساعدة «كان يتقفر القفار، ولا تكنه دار، يتحسى بعض الطعام، ويأنس بالوحوش والهوام»، ويقولون: «إن أمية بن أبي الصلت كان قد نظر في الكتب وقرأها، ولبس المسوح تعبدا، ويذكرون أن عدي بن زيد نصح النعمان ملك الحيرة حتى حبب إليه النصرانية، ثم وضع تاجه، وخلع أطماره، ولبس أمساحه، فلزما عبادة الله في الجبال حتى مات النعمان»
11 .
ناپیژندل شوی مخ