269

فجر د ضمیر

فجر الضمير

ژانرونه

وكذلك نجد في مصر أن رجل الأعمال الناجح كان في العادة «كاتبا»، أما في فلسطين حيث لم تكن الأحوال كذلك، فإن المترجم العبراني قد سماه «رجلا» فقط، ثم أردف ذلك بوصفه «بالمهارة في عمله» ليتم تحديد صفته.

ونجد في مصر أيضا أن أهم دين كان يدان به الإنسان لإله الشمس قبل ظهور «سفر الأمثال» بأكثر من ألف سنة هو هبة الماء، وقد اتخذ من شمولها لكل العالم دليلا على المساواة بين جميع الناس، وأما في فلسطين حيث يندر الماء ويكثر القحط، فإننا نجد أن خلق يهوه لجميع العالم هو الذي اتخذ سببا للمساواة بين جميع الناس بالرغم مما يوجد من الفرق بين الغني والفقر. وهاك ما جاء من التشابه في ذلك بين متون التوابيت المصرية القديمة وبين «سفر الأمثال» العبراني:

متون التوابيت المصرية

سفر الأمثال العبراني

لقد خلقت المياه العظيمة حتى يتمكن الفقير من استعمالها مثل الغني.

الغني والفقير يتلاقيان صانعهما كليهما الرب (يهوه). (سفر الأمثال 22: 2)

وقد أشرنا من قبل إشارة خفيفة إلى أن وجود روح الاتكال على المشيئة الإلهية في حكم «أمينموبي» قد أثرت تأثيرا دينيا عميقا لا شك فيه في حكماء فلسطين وأنبيائها، ففي نصيحة «أمينموبي» الجميلة القائلة: «ضع نفسك بين ذراعي الله» لا يكاد يخفى علينا أنها المصدر الذي نجد صداه في الكلمات التي يسميها الناس «بركات موسى» وهي:

إن الله الأبدي مكان سكن

وتحته ذراعاه الأبديتان.

فالرجل الأمثل في نظر الحكيم «أمينموبي» هو الذي يتكل على الله ويصبر على تحمل الظلم في صمت، واثقا من نزول الانتقام الإلهي على الظالم. فهل كان من باب الصدفة أن نجد الصيغة العبرانية، التي ظهرت فيما بعد، تقول عن أخلاق «موسى» ما يأتي:

ناپیژندل شوی مخ