214

فجر د ضمیر

فجر الضمير

ژانرونه

تعبد بقلب سليم كل كلمة من كلماته باطنة

فبذلك تنال ما تحتاجه ويسمع كلماتك

ويتقبل قربانك.

بمثل هذه الروح كان يتجه المتعبد إلى ربه كأنه عين ماء روحانية منعشة. ومن ذلك أيضا:

أنت أيتها البئر العذبة للصادي في الصحراء

إنها موصدة لا تفتح للثرثار - ولكنها مفتوحة للصامت

فعندما يأتي الصامت فإنه يجد البئر.

على أن هذه الروح - روح الاتصال الصامت - التي يرجى بها طيبة الإله الرحيمة، لم تكن وقفا على فئة قليلة مختارة، ولا على جماعات الكهنة المتعلمين، فإننا نجد فوق أحقر الآثار لعامة الشعب أن «آمون» كان يدعى بالذي «يأتي للصامت» أو «رب الصامت» كما لاحظنا ذلك فيما تقدم.

وقد كان من جراء ذلك التطور النهائي للشعور الديني الذي توجت به ثورة «إخناتون» الدينية والعقلية، كما توجت به كذلك عقائد العدالة الاجتماعية التي ظهرت في العهد الإقطاعي، أن وصلت الديانة المصرية القديمة إلى أسمى تطوراتها.

وأما في الأخلاق وفي موقف الإنسان تجاه الحياة فإن الحكماء استمروا في المحافظة على روح الاحترام لأسمى المثل العليا العملية، وهو موقف ندرك فيه تقدما محسوسا على التعاليم العتيقة للآباء، فصاروا يحفلون بحسن الذكر وطيب الأحدوثة ويتشددون في المحافظة على السمعة، فيقول الحكيم (آني): «دع كل مكان تحبه نفسك معروفا عند الناس.»

ناپیژندل شوی مخ