وجاء في التقرير الأخير للأستاذ إبراهيم أفندي تكلا ناظر المدارس القبطية أن في مدرسة البنات بالفجالة 172 تلميذة ، منهن 45 تلميذة بمصروفات، و52 بنصف مصروفات، و75 مجانا، ثم أبدى أنه غير راض عن بناء المدرسة لقدمه وانحصاره بين مساكن وأزقة ضيقة؛ حيث لا هدو ولا سكينة، فضلا عن الروائح الخبيثة المنبعثة مما يجاور المدرسة.
ولا يزال الكثيرون من أهالي الفجالة يطلقون على دار هذه المدرسة اسم «بيت المطران»؛ لأنه كان يقطنها الأنبا يؤنس مطران أبروشية المنوفية، بعد أن اعتزل وظيفته لشيخوخته وفقد بصره. ومما يذكر عنه أنه كان شديد التعصب للغة القبطية، والرغبة في الصلاة بها، كما كان كثير النفور من الوعظ، وباعتزاله العمل ألغيت أبروشية المنوفية، وأحيلت أعمالها إلى مطران الإسكندرية.
وبعد وفاته بقي البيت مهجورا، ثم سكنه المرحوم جرجس بك حنين نحو ثلاث سنوات. (9-4) مدرسة البنات الأميريكية
عنيت ببناء هذه المدرسة الآنسة م. ل. هوتيلي شقيقة الأسقف هوتيلي الإنجليكاني على قطعة أرض وهبتها لها الحكومة المصرية في سنة 1872، وعاونتها في إدارتها السيدة فريدة شكور، وزوجها الخواجا منصور شكور، وكانت السيدة فريدة لبيبة ذكية؛ فلم تكن تقتصر على التدريس، بل كانت تقصد إنكلترا فتلقي الخطب داعية القوم لإسعاف الآنسة هوتيلي، وفي الوقت ذاته كان زوجها الخواجا منصور شكور يساعد رجال الإرسالية الإنجليكانية في الوعظ والتبشير بأنحاء القطر المصري، وعلى الأخص في الوجه القبلي، فكافأتهما الآنسة هوتيلي بتعليم ابنيهما نجيب ولويزا - الآن سعادة نجيب باشا شكور ومدام شهاب - في بلاد الإنكليز، واعتبرت الآنسة هوتيلي آل شكور جزءا من عائلتها، فبنت بيتا كبيرا إلى جانب المدرسة - حيث توجد الآن المدرسة البطريركية للروم - وأسكنتهم معها، وجعلت هذا البيت ميراثا للسيدة فريدة وأهلها.
أما دار المدرسة، فجعل الدور الأول منها لمدرسة البنات، والدور الأعلى لمدرسة الأولاد، ومسكن الدكتور خليل عازوري، الذي كان يعالج الفقراء مجانا لحساب المرسلين في الشقة الصغيرة الواقعة جانب البيت، ثم اتخذها المرحوم الدكتور كرم محلا لعيادته، وصارت الآن مكتبا لجريدة الهدى.
ولم تكتف الآنسة هوتيلي بمكافأة السيدة فريدة شكور في أيام حياتها، بل جعلتها وأولادها من بعدها مديرين لمدرسة البنات، ولا يجوز لهم التنازل عنها إلا لإرسالية إنجيلية ، وبعد وفاة الآنسة هوتيلي تولت السيدة فريدة أعمال المدرسة، وكان لها فضل عظيم في تخريج عدد كبير من البنات القبطيات، فلما تعبت جرت مخابرات طويلة بين الكنيستين؛ الإنجليكانية في إنكلترا والمشيخية في أمريكا واللورد كرومر في مصر، كانت نتيجتها أن عهد في إدارة المدرسة إلى المرسلين الأمريكان في مصر من أول سبتمبر سنة 1901.
وهي تسير الآن بحسب بروجرام المدارس الأمريكية في مصر، ويبلغ عدد تلميذاتها وتلاميذها - من الصبيان الصغار - 295، ومدة التعليم فيها أربع سنوات، وتتولى التعليم فيها ثماني معلمات. (9-5) مدارس أخرى
مدرسة ثمرة التوفيق:
مدرسة مجانية لتعليم الأيتام والفقراء من الأقباط الأرثوذكس، وقد فصلت الكلام عليها في كتابي «جمعيات الأقباط وأنديتهم».
المشغل البطرسي والمدرسة البطرسية:
ناپیژندل شوی مخ