مدهشة للعين والعقل
ترجح في ميزان عقلي على
كل بحار الأرض بالرطل
وكان إلى جانب بركة الرطل بركة أخرى ينبت فيها البشنين. وقد حفظت مصلحة التنظيم ذكر هذه البركة، بأن سمت السكة الموصلة من شارع الظاهر إلى مدرسة الفرير - كوليج دلاسال - سكة البشنين.
وقد بقيت آثار بركة الرطلي إلى مفتتح عهد الخديوي إسماعيل، فردمت من أطلال كوم الريش، والظاهر أن الموبقات أبت أن تفارقها، فكان حي الطبلي - المعروف باسم الطنبلي - مباءة للمفاسد الجهرية إلى عهد غير بعيد.
وكان على مقربة من بركة الرطلي مسجد قديم بني في دولة الناصر محمد بن قلاوون، ودفن فيه (سنة 1341م) الشيخ خليل الرطلي - الذي تنسب إليه البركة - ثم لعبت بالجامع يد الخراب، فجدده الصاحب سعد الدين بن إبراهيم بن بركة البشيري في دولة الملك المؤيد.
وولد البشيري سنة 1366م، وتنقل في الخدم الديوانية حتى ولي أمر الدولة، إلى أن قتل الأمير جمال الدين يوسف الاستادار، فاستقر بعده في الوزارة، وباشرها بضبط جيد لمعرفته الحساب والكتابة، ولكنه التجأ إلى أخذ الأموال بأنواع الظلم، فلما قتل الملك الناصر فرج، واستبد بالسلطنة الملك المؤيد الشيخ المحمودي صرفه عن الوزارة سنة 1413م. (21) كوم الريش
وكان في الشمال الشرقي من الفجالة ضاحية تسمى كوم الريش، كانت من أجل منتزهات القاهرة، يسكنها الأعيان والأمراء، ويقيم بها نحو 800 من الجند السلطاني، قال المقريزي: وأنا أدركت بها سوقا عامرا بالمعايش بأنواعها من المآكل، لا أعرف بالقاهرة مثله، وأدركت بها حماما وجامعين تقام بهما الجمعة، وموقف مكارية، ومنارة لا يقدر الواصف أن يعبر عن حسنها؛ لما اشتملت عليه من كل معنى رائق بهج. وما برحت على ذلك إلى أن حدثت المحن من سنة 806، فطرقها أنواع الرزايا حتى صارت بلاقع، وجهلت طرقها وتغيرت معاهدها. (22) إجمال ما تقدم
من هذه البيانات يتجلى لنا:
أولا:
ناپیژندل شوی مخ