فَإِذا علم ذَلِك رغب فِي الْعلم ليحركه لطلب الْفَوْز من عَذَاب الله تَعَالَى وَمن سَبِيل كل هلكة وَيدل على سَبِيل محجة النجَاة عَن بَيَان وبصيرة ويجانب طرق الردى بعد إِيضَاح واستبانة لَهَا
فَإِذا رغب فِي ذَلِك نظر بعقل صَحِيح أَن الْعلم أرفع للمقدار وأنفع للقلوب وأفتحه لأبصارها
فَعلم أَن الْعلم على قدر الْعَالم فَأَي الْعلمَاء أعلم كَانَ طلب علمه أحب إِلَيْهِ من طلب علم من هُوَ دونه فِي الْعلم
أَلا ترى أَن الِاسْتِمَاع من الرُّسُل ﵈ والتفهم عَنْهُم أولى وَأَرْفَع عِنْد النَّاس لعَظيم قدرهم لأَنهم عَن الله ﷿ أخذُوا علمهمْ وَأَنَّهُمْ معصومون من الْخَطَأ من الله جلّ وَعز فِي دينه فقد لزم قُلُوب الْمُؤمنِينَ الْأمان من الْخَطَأ فِيمَا أخذُوا عَنْهُم من الْعلم وَكَذَلِكَ اتِّبَاع الرُّسُل أرفع فِي الْعلم مِمَّن دونهم من التَّابِعين
فاعرف ذَلِك ثمَّ اعرف الْقُرْآن كَلَام من هُوَ وَهل أحد
1 / 305