فهم فهم
فهم الفهم: مدخل إلى الهرمنيوطيقا: نظرية التأويل من أفلاطون إلى جادامر
ژانرونه
Betti
فهو يبحث (مقتفيا أثر دلتاي في بحثه عن منهج مؤسس للعلوم الروحية) عما هو عملي ومفيد للمؤول، إنه يريد معايير لتمييز التأويل الصحيح من الخاطئ، وتمييز أصناف التأويل الواحد من الآخر، وأما جادامر فهو يسأل، متقفيا أثر هيدجر، أسئلة من قبيل: ما هي الطبيعة الأنطولوجية للفهم؟ أي صنف من اللقاء بالوجود تنطوي عليه العملية التأويلية؟ كيف يدخل التراث، أي الماضي المنقول، في عملية فهم النص التاريخي ويشكل هذه العملية؟ والآن ماذا بوسع المرء أن يقول بصدد هذا الصراع في التعريفات؟
الحق أن هذين الموقفين ليسا متناقضين تناقضا تاما كما يبدوان للنظرة العجلى! وإنما وجه الأمر أن كلا من المفكرين، جادامر وبتي، يقوم بعمله على جانب مختلف من جوانب مشكلة التأويل، صحيح أن على المرء في نهاية المطاف أن يتخير أحد المنظورين، فإما المنظور الواقعي وإما المنظور الفينومينولوجي، غير أن بوسعنا أن نعترف أن كلا من الموقفين الفلسفيين يسدي للهرمنيوطيقا ككل خدمة جليلة ويقدم من زاويته مدخلا هاما إلى المشكلة الهرمنيوطيقية. (3) إ. د. هيرش
E. D. Hirsch
الهرمنيوطيقا بوصفها منطقا للتحقق
في عام 1967م أصدر هيرش أول رسالة مستفيضة ومكتملة عن الهرمنيوطيقا العامة باللغة الإنجليزية، بعنوان «صحة التفسير»
Validity of Interpretation ، في عرض منهجي منظم وقوي الحجة ناهض هيرش بعضا من الافتراضات الأثيرة لدى النقاد والتي وجهت التفسير الأدبي نحوا من أربعة عقود من الزمن، يذهب هيرش على سبيل المثال إلى أن مقصد المؤلف يجب أن يكون المعيار الذي تقاس به صحة أي «تفسير» (أي شرح وتبيان المعنى اللفظي للفقرة)، هذا المقصد هو كيان محدد يمكن أن تحشد له بينة موضوعية، وبالإمكان حين تتوافر هذه البينة تحديد المعنى، وسوف يكون هذا المعنى مقبولا على نحو عمومي شامل وسوف يدركه الجميع على أنه معنى صحيح، هكذا بدا أن حلم دلتاي بتأويل صائب موضوعيا هو بصدد التحقيق.
ومن البديهي أن «المعنى اللفظي» للفقرة، كما يحدده التحليل الفيلولوجي المكثف (لكل من العمل وأي بينة خارجية تتعلق بمقاصد الكاتب) و«الدلالة» التي يحملها العمل نفسه في وقتنا الحاضر هما مسألتان مختلفتان تماما، بل إن الدعوى الرئيسية التي يطرحها هيرش هي بالتحديد أن ضم «المعنى الحرفي» و«الدلالة» (المعنى بالنسبة لنا) معا وبلا تمييز يفتح مجالا لخلط لا نهاية له، ويذهب هيرش إلى أن هذا المزلق قد وقع فيه جادامر ولاهوتيو الهرمنيوطيقا الجديدة. إن «المعنى»
Bedeutung ، بلغة إميليو بتي، يجب أن يبقى بمعزل عن «الدلالة»
Bedeutsamkeit
ناپیژندل شوی مخ