أدواها (^١). فإن حضر القوم فيها ونعمت، وإن لم يحضروا فنحن على عزم غزوهم، في عقر دارهم. وكم عزيمة لنا - بحمد الله - تمّت».
إنّ الشجاع إذا لم يستزر زارا
وسيّرت هذه الكتب إلى من هي له بهذا النبأ العظيم، وطويت ضلوع طرسها على فحوى هذا التفخيم. كلّ هذا بترتيب قريبي الصاحب فتح الدين (^٢) صاحب ديوان إنشائه، فإنّه، خلّد الله سلطانه، ملك ديوان المكاتبات بيد (و) (^٣) داداريه (^٤) غلف الألسنة لا يحيرون جوابا، ولا يحسنون خطابا. فانتقاه من بين شيوخ على صغر سنّه بالنسبة إليهم، وقدّمه حتى على والده وعليهم. فإنه كان يعلم ميل الملك الظاهر إليه، وأنّ ما من غزوة له إلاّ وكان في جاليشها (^٥) بين يديه.
ونرجع إلى ما / ٣١ أ / كنّا فيه.
ولم يخل مولانا السلطان إقامته بغزّة من مصلحة تعود على انتظام شمل الإسلام، وتقضي باجتماع الكلمة التي ظنّ تفرقتها من غلب عليه كاذب الأوهام. وهو ما تقدّم من حديث الملك السعيد وتجاسر من حوله، واعتقاد كلّ منهم أن يفيده ويعيده من جرّد قوّته وحوله.
ذكر ما كتب به مولانا السلطان إلى الملك السعيد بالكرك
رسم - خلّد الله سلطانه - فكتبت إلى المشار إليه ما مثاله، بعد ألقابه وتفخيمها، ومراعات (^٦) منزلته وتعظيمها.
«إنّه قد علم حنوّنا عليه وإشفاقنا، وحسن نظرنا في حقّه وحقّ مخلّفي أبيه حتى كدنا أن نخبّئهم (^٧) في آماقنا. ومراعات (^٨) أبيه الشهيد فيهم، وتنفيذ وصيّته في
_________
(^١) الصواب: «أدواؤها»، أي مصائبها.
(^٢) هو أبو الفتح محمد بن محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر، تولى كتابة السّر للسلاطين: الظاهر بيبرس، والمنصور قلاوون، والأشرف خليل. مات سنة ٦٩١ هـ. بدمشق. (تالي وفيات الأعيان ١١٩، ١٢٠).
(^٣) كتبت فوق السطر.
(^٤) هكذا. والصواب: «دواداريّته».
(^٥) الجاليش: طليعة الجيش.
(^٦) الصواب: «مراعاة».
(^٧) في الأصل: «تخبأهم».
(^٨) الصواب: «مراعاة».
1 / 56